أن وضعه [1] لخصوص معنى يحتاج إلى تجريده عن خصوصيته عند الاستعمال لا يكاد يصدر عن جاهل فضلا عن الواضع الحكيم. و منها [2]: المفرد المعرف باللام، و المشهور أنه على أقسام: المعرف بلام الجنس [3] أو الاستغراق[4] أو العهد بأقسامه [5] على نحو و حينئذ فان وضع اللفظ لمعنى لا يستعمل فيه أصلا، بل يستعمل في جزئه مجازاً كان هذا الوضع لغواً منافياً لحكمة الوضع، و من المعلوم قبح صدوره عن الجاهل فضلا عن الواضع الحكيم. فلزوم اللغوية دليل أيضا على كون معنى علم الجنس - كاسمه - نفس الطبيعة من دون لحاظ شيء من التعين الذهني و غيره معها، فقوله: «يحتاج» صفة ل «معنى» و قوله: «عند الاستعمال» متعلق ب «يحتاج» و قوله: «لا يكاد يصدر» خبر «ان».
>[1] أي: وضع علم الجنس، يعني: أن وضع علم الجنس لخصوص معنى - أي معنى - مقيد بخصوصية يحتاج عند الاستعمال دائماً إلى تجريده ع ن خصوصيته لا يكاد يصدر عن جاهل. و هذا إشارة إلى لغوية الوضع، كما مر آنفاً. فالنتيجة: أن المعنى في اسم الجنس و علمه واحد، و الفرق بينهما انما هو في اللفظ، إذ يعامل مع اسم الجنس معاملة النكرة و مع علم الجنس معاملة المعرفة. 3 - المفرد المعرف باللام [2] أي: و من الألفاظ التي يطلق عليها المطلق: المعرف باللام.
[3] مثل «الرّجل خير من المرأة» و ضمير «أنه» راجع إلى المفرد المعرف باللام.
[4] كقوله تعالى: «و العصر ان الإنسان لفي خسر» فانه بمنزلة قوله: «كل إنسان لفي خسر».
[5] من العهد الذهني، و هو المشار به إلى فرد ما مقيداً بحضوره في الذهن