نام کتاب : منتهى الأصول نویسنده : روحاني، محمد حسین جلد : 2 صفحه : 158
حيث انهم وسائط فيضه لعباده يجب معرفتهم و عقد القلب على نبوتهم، و إمامة الأئمة الاثني عشر أيضا لذلك (و اما أن يكون من جهة) دفع الضرر المحتمل أي احتمال العقاب أعني الضرر الأخروي (و حينئذ) الكبرى و الصغرى معلومتان. و هنا احتمال و وجه ثالث لوجوب تحصيل المعرفة بهذه الأمور و الاعتقاد بها و لعل هو الوجه الوجيه، و هو أنه لا شبهة في أن معرفة هذه الأمور و الاعتقاد بها من كمالات النّفس و بها يرتقي من حضيض الحيوانية بل كونها أضل إلى أوج الملكوتية بل أعلى منها خصوصا إذا وصلت إلى مرتبة عين اليقين و كشف الغطاء، و لا شك في أن في تحصيل هذه المرتبة من الكمال أقوى المصالح و ألزمها، فيحكم العقل الفطري بلزوم تحصيلها و الاعتقاد بها و هذا الوجوب عقلي و مطلق. بمعنى أن وجوب الاعتقاد بهذه الأمور ليس مشروطا بحصول المعرفة بل يجب تحصيلها من باب المقدمية، و هذا لا ينافي وجوبها - أي معرفة هذه الأمور - نفسيا، إذ معنى وجوبها المقدمي هو لزوم تحصيل المعرفة بهذه الأمور لأجل الاعتقاد و التدين بها و لو لم يكن تحصيلها في حد أنفسها واجبا (فتلخص مما ذكرنا) عدم انسداد باب العلم إلى معرفة هذه الأمور. ثم لو سلّمنا الانسداد فلا وجه للزوم تحصيل الظن و التدين بما هو المظنون لا بطور الواجب المطلق و لا الواجب المشروط، و ذلك من جهة عدم كونه شكر المنعم و لا يدفع به الضرر المحتمل بل الضرر المحتمل مدفوع بنفس قبح العقاب بلا بيان، لأنه لا بيان شرعي في البين لاستلزامه للدور، و لا بيان عقلي لعدم استقلال العقل بحسن تحصيل الظن و الاعتقاد بالمظنون (و عدم مجيء) الوجه الثالث الّذي قلنا هو الوجه الوجيه في المقام واضح لأن حصول الظن بهذه الأمور ليس كمالا للنفس بل هو جهالة و ضلالة
نام کتاب : منتهى الأصول نویسنده : روحاني، محمد حسین جلد : 2 صفحه : 158