responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 2  صفحه : 401
الغيري و قد تقدم انه لا مقتضى لاتصاف المقدمات الداخلية بالوجوب الغيري فما أفاده (قده) من التحقيق خاطئ جداً و لا واقع موضوعي له أصلا.
و الصحيح في المقام ان يقال ان منشأ عبادية الطهارات الثلاث أحد امرين على سبيل منع الخلو (أحدهما) قصد امتثال الأمر النفسيّ المتعلق بها مع غفلة المكلف عن كونها مقدمة لواجب أو مع بنائه على عدم الإتيان به كاغتسال الجنب مثلا مع غفلته عن إتيان الصلاة بعده أو قاصد بعدم الإتيان بها، و هذا يتوقف على وجود الأمر النفسيّ و قد عرفت انه موجود (و ثانيهما) قصد التوصل بها إلى الواجب، فانه أيضا موجب لوقوع المقدمة عبادة و لو لم نقل بوجوبها شرعاً، لما عرفت في بحث التعبدي و التوصلي من انه يكفي في تحقق قصد القربة إتيان الفعل مضافاً به إلى المولى و ان لم يكن امر في البين. و عليه فالآتي بالطهارات الثلاث بقصد التوصل بها إلى الصلاة أو نحوها فقد أوجد المقدمة في الخارج و ان لم يكن ملتفتاً إلى الأمر النفسيّ المتعلق بها و قاصداً لامتثاله، كما ان الآتي بها بقصد امرها النفسيّ موجد للمقدمة و ان لم يكن ملتفتاً إلى المقدمية و قد تحصل من ذلك ان لزوم الإتيان بالطهارات الثلاث عبادة لم ينشأ من ناحية امرها الغيري بل من ناحية كون المقدمة عبادة سواء فيه القول بوجوب المقدمة و القول بعدم وجوبها.
و بكلمة أخرى ان مقدمية الطهارات الثلاث تنحل إلى ذوات الأفعال و قصد التقرب بها، فإذا جاء المكلف بالافعال في الخارج و لم يقصد بها التقرب إلى المولى فلم يوجد المقدمة خارجاً فلا تصح عندئذ العبادة المشروطة بها، و اما إذا قصد بها التقرب سواء أ كان من ناحية قصد الأمر النفسيّ المتعلق بها أو من ناحية قصد التوصل بها إلى الواجب فالمقدمة قد وجدت

نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 2  صفحه : 401
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست