responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 2  صفحه : 108
كما في الخبر، و الذاتي لا يعلل، فانقطع السؤال انه لما جعل السعيد سعيداً و الشقي شقياً، فان السعيد سعيد بنفسه و الشقي شقي كذلك، و انما أوجدهما اللَّه تعالى (قلم اينجا رسيد سر بشكست).
و ملخص كلامه (قده) هو ان العقاب ليس من معاقب خارجي حتى يلزم المحذور المتقدم، بل هو من لوازم الأعمال السيئة التي لا تنفك عنها، فان نسبة العمل إلى العقاب كنسبة الثمر إلى البذر. و من الطبيعي ان البذر إذا كان صحيحاً كان نتاجه صحيحاً، و إذا كان فاسداً كان نتاجه فاسداً. هذا من ناحية. و من ناحية أخرى ان تلك الأعمال تنتهي بالاخرة إلى الشقاوة التي هي ذاتية للإنسان و الذاتي لا يعلل. فالنتيجة على ضوء هاتين الناحيتين هي انه لا إشكال لا من جانب العقاب حيث انه من لوازم الأعمال و آثارها، و لا من جانب تلك الأعمال حيث انها تنتهي في نهاية المطاف إلى الذات.
و لنأخذ بالمناقشة على هذه النظرية أولا انها مخالفة صريحة لنصوص الكتاب و السنة حيث ان لازمها عدم إمكان العفو بالشفاعة و نحوها، مع انهما قد نصتا على ذلك و ان العقاب بيده تعالى و له ان يعاقب و له ان يعفو، فهو فعل اختياري له سبحانه. و على الجملة فلا ينبغي الشك في بطلان هذه النظرية على ضوء الكتاب و السنة. و ثانياً انها لا تحل مشكلة العقاب على امر غير اختياري فتبقى تلك المشكلة على حالها، بل هي تؤكدها كما هو واضح. نعم لو كان مراده (قده) من تبعية العقاب للكفر و العصيان التبعية على نحو الاقتضاء فلا إشكال فيها من الناحية الأولى و لا تكون مخالفة للكتاب و السنة فيبقى الإشكال فيها من الناحية الثانية و هي ان الأعمال إذا كانت غير اختيارية فكيف يعقل العقاب عليها [1]


[1] لا بأس بالتعرض لما أفاده المحقق صاحب الكفاية (قده) في المقام
نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 2  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست