responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 2  صفحه : 107
و علمه و حكمته التي هي من لوازم علمه و قدرته، كذلك يدرك قبح ارتكابه سبحانه الظلم و استحالة صدوره منه، كيف حيث انه مناف لحكمته. و من الطبيعي ان ما ينافي لها يستحيل صدوره من الحكيم تعالى، و السبب في ذلك ان صدور الظلم من شخص معلول لأحد أمور: الجهل، التشفي، العجز، الخوف و جميع ذلك مستحيل في حقه تعالى. و كيف كان فإدراك العقل استحالة صدور الظلم منه سبحانه و قبحه من القضايا الأولية التي هي قياساتها معها. و من هنا لو لا إدراك العقل قبح الظلم لاختلت كافة الأنظمة البشرية المادية و المعنوية. و لو تنزلنا عن ذلك و سلمنا ان افعال اللَّه تعالى لا تتصف بالقبح و أن كل ما يصدر منه سبحانه حسن الا انه لا ينبغي الشك في ان العقلاء يعاقبون عبيدهم على مخالفتهم و يثابون على إطاعتهم، كما انهم يمدحون الفاعل على فعل و يذمونه على فعل آخر، و هكذا، و لو كانت الأفعال الصادرة منهم غير اختيارية كما هو مختار الأشاعرة و مذهب الفلاسفة فلا معنى لاستحقاقهم المدح و الثواب عليها تارة، و الذم و العقاب أخرى. و من هنا لا يستحقون ذلك على الفعل الصادر منهم بغير اختيار و انهم يفرقون بين الأفعال الاختيارية و غيرها، فلو كانت الأفعال بشتى أنواعها و اشكالها غير اختيارية فما هو سبب هذه التفرقة و حكمهم باستحقاق المدح أو الذم في بعضها دون بعضها الآخر. و من الطبيعي ان كل ذلك يكشف بصورة قاطعة عن بطلان نظرية الجبر و صحة نظرية الاختيار.
الخامس ما أفاده المحقق صاحب الكفاية (قده) و إليك نصه «العقاب انما يتبعه الكفر و العصيان التابعان للاختيار الناشئ عن مقدماته الناشئة عن شقاوتهما الذاتيّة اللازمة لخصوص ذاتهما، فان السعيد سعيد في بطن أمه، و الشقي شقي في بطن أمه، و الناس معادن كمعادن الذهب و الفضة

نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 2  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست