الاحتمال الرابع من الاحتمالات التي ذكرناها في أوّل البحث منفيّ بظهور الأخبار في الترغيب و الحثّ على العمل، و هي ظاهرة في ذلك ظهورا لا يقبل الإنكار، و الاحتمال الأوّل من تلك الاحتمالات و هو الإرشاد لا يحتاج في مقام نفيه إلى مثل افتراض أنّ قوله: (فعمله) إخبار بداعي الأمر الظاهر في المولويّة، بل نقول في مقام نفيه: إنّ الترغيب الصادر من المولى ظاهر في المولويّة كالأمر الصادر منه، و لا خصوصيّة للأمر في ذلك، فمطلق الحث و الترغيب الصادر من الشارع ظاهر في كونه صادرا منه بما هو شارع، سواء أبرز هذا الترغيب بلسان الأمر، أو بلسان آخر، فإنّ كونه بلسان الأمر لا تتصوّر له خصوصيّة في المقام، و إنّما النكتة في هذا الظهور أنّ المولى في مقام حثّه و طلبه لشيء يكون الغالب فيه تقمّصه قميص المولويّة، فينعقد لكلامه ظهور في المولويّة [1]، و هذه النكتة نسبتها إلى كلا اللسانين على حدّ سواء، و احتمال جعل الحجّيّة منفيّ بما في ذيل الأخبار من قوله: (و إن كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم لم يقله) فيبقى في المقام احتمالان: أحدهما الاستحباب النفسيّ،
[1] لا يخفى أنّ الإرشاد حينما يتّصل بأمور الآخرة من الثواب و العقاب كما في الإرشاد بالأمر بإطاعة اللّه و الرسول ليس خلاف شأن المولى، أو قل: إنّ ترغيب المولى في مثل هذا المورد بما هو عاقل ليس شاذّا بالقياس إلى ترغيبه فيه بما هو مولى، فمثل قوله: (قوا أنفسكم و أهليكم نارا)«»يحتمل بلحاظ الأهل المولويّة، و يحتمل الإرشاد، و ليس أحدهما أولى من الآخر. م