لما فرغنا عن الشك في الجزئية و القيدية في الشبهة الحكمية فاللازم
التكلم في الموضوعية منها مفصلا لكون بعض مصاديقها محلا للابتلاء و موردا لأنظار
العلماء فنقول و باللَّه المستعان ان جعل طبيعة جزءاً للمأمور به يتصور على أنحاء
منها جعلها باعتبار صرف الوجود أعني الوجود اللابشرط من جميع الخصوصيات الّذي يكون
نقيضاً للعدم المطلق و بعبارة أخرى الّذي ينتقض به العدم فيكتفي بإتيانه في ضمن
فرد واحد ضرورة تحقق ذلك المعنى اللا بشرط في ضمن فرد واحد و منها جعلها باعتبار
وجودها الساري في جميع الافراد و منها جعلها باعتبار مجموع الوجودات بحيث يكون
مجموع افراد الطبيعة جزء أو أحداً للمأمور به و الأقسام المذكورة كلها متصورة
بالنسبة إلى الشرط و المانع إذا عرفت هذا فنقول ان جعل شيء جزءا أو شرطا للمأمور
به بالاعتبار الأول فلا ريب في وجوب إحرازه و عدم جواز الاكتفاء بالمشكوك لأن
الاشتغال بالمركب من اجزاء معلومة أو المشروط بالشرط المعلوم معلوم بالفرض و لا يتحقق
البراءة الا بإتيان ما يعلم إنطاقه عليه و هذا في الوضوح و البداهة بمكان و ان جعل
جزءا أو شرطا بالاعتبار الثاني فلا إشكال في ان مرجع هذا النحو من الجعل إلى جعل
كل واحد من افراد الطبيعة جزء مستقلا أو شرطاً كذلك و ان القضية الدالة على ذلك
تنحل إلى قضايا متعددة فهل يحكم في الفرد المشكوك كونه جزءاً و شرطاً من جهة الشك
في انطباق المفهوم المعلوم كونه جزءا و شرطا عليه بالبراءة أو الاحتياط وجهان تعرف
الحال بعد بسط المقال في الشك في المانع أيضا و كذا الحال فيما إذا جعل بالاعتبار
الثالث و ان جعل شيء مانعا بالاعتبار الثالث