جواز استعمال أحدهما في موضع الآخر، و إن اتفقا فيما له الوضع، و قد ما ذكره الماتن، و لا من جهة ما ذكره الأستاذ، لأنّ كلمة «الابتداء» موضوعة لمفهوم الابتداء و كلمة «من» ليست موضوعة لهذا المفهوم، بل لمفهوم آخر مساوق له و هو ما يعبّر عنه بالفارسية ب «از»، و كذلك الكلام في سائر الحروف مع الأسماء المساوقة لها معنى، فظهر أنّ الاسم و الحرف موضوعان لمفهومين كلّيّين متباينين متساوقين، فافهم و اغتنم. بقي الكلام في دليل القول الرابع في الحروف، و أنّها لا معنى لها، و إنّما هي آلات لإحداث خصوصيّات في المتعلّقات، نظير السيف و تحريك العين بالنسبة إلى إحداث القتل و الإشارة، فإنّهما ليسا معنيين للسيف و تحريك العين، و إنّما هما آلتان لإيجادهما، فالاسم آلة إحضار المعنى، و الحرف آلة إحداثه، فيكون الاسم من قبيل الحكاية، بمعنى أنّه اعتبر كونه حاكيا عن معناه، و الحرف من قبيل الإنشاء. و بعبارة أخرى: إنّ الحرف آلة كون المدخول مستعملا على وجه خاصّ. و استدلّ عليه بقول أمير المؤمنين عليه السلام في خبر أبي الأسود الدؤلي: «و الحرف ما أوجد معنى في غيره»«». هذا ملخّص ما أفاده بعض أفاضل تلامذة صاحب هذا القول في مباحث ألفاظه«». أقول: أمّا الدليل فيرد عليه: أوّلا: بأنه معارض بالرواية الأخرى عنه عليه السلام: «و الحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم و لا فعل»«»فإنّ ظاهرها كونه موضوعا لمعنى كالاسم و الفعل.