responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهداية في الأصول نویسنده : الصافي الإصفهاني، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 141

صيغ المبالغة-كالأكول ونحوها-موضوعة لتلبّس الذات بالمبدإ كثيرا، فالبكّاء معناه من يصدر منه هذا المبدأ كثيرا، ويصحّ إطلاقه على المتّصف بهذه الصفة ولو كان حين الإطلاق ضاحكا، والأكول مدلوله من يأكل كثيرا حينما يأكل، ويصحّ إطلاقه على المتّصف بهذه الصفة ولو لم يكن مشتغلا بالأكل، فإذا زال عن البكّاء والأكول هاتان الصفتان بأن عرض للأوّل ما أوجب قلّة بكائه وللثاني ما أوجب قلّة أكله، يدخل في محلّ النزاع، فمادّة«بكى»و«أكل» في جميع المشتقّات بمعنى واحد، وإنّما الفرق من ناحية الهيئة، لا أنّ مادّة«باكي»معناه البكاء، ومادّة«بكّاء»كثرة البكاء.
و من هذا القبيل النجّار والخيّاط ونحوهما، إذ النجّار من ينجر كثيرا، والخيّاط من يصدر منه الخياطة كثيرا.
و أمّا غير صيغ المبالغة من مثل التاجر والقاضي والكاتب ونحوها ممّا يدلّ على الحرف والصناعات، فموادّها أيضا لا تكون مختلفة في المعنى مع سائر مشتقّاتها، فالكاتب مادّته-و هو الكتب -كسائر مشتقّاتها في المعنى من كتب ويكتب ومكتوب وغير ذلك، إذ لا نجد بالوجدان فرقا بينها في مادّتها، وإنّما هيئة الفاعل تدلّ على قيام المبدأ بالذات في الجميع، يعني في مثل الكاتب والتاجر والقاضي، ومثل الآكل والشارب والقاعد والقائم، غاية الأمر أنحاء القيام مختلفة.
ففي مثل الآكل والشارب يكون القيام قياما فعليّا، وفي مثل‌

نام کتاب : الهداية في الأصول نویسنده : الصافي الإصفهاني، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست