نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 304
و المجعول موضوعا شىء آخر . و من العجيب أن تصدر مثل هذه الغفلة من بعض أهل الفن فى المعقول .
نعم اذا كان القائل بالسراية يقصد ان العنوان يؤخذ فانيا فى
المعنون و حاكيا عنه و أن الغرض انما يقوم بالمعنون فذلك حق و نحن نقول
له و لكن ذلك لاينفعه فى الغرض الذى يهدف اليه , لانا نقول بذلك من دون
أن نجعل متعلق التكليف نفس المعنون و انما يكون متعلقا له ثانيا و بالعرض ,
كالمعلوم بالعرض كما أشرنا اليه فيما سبق . فان العلم انما يتعلق
بالمعلوم بالذات و يتقوم به و ليس هو الا العنوان الموجود بوجود علمى ,
و لكن باعتبار فنائه فى معنونه , يقال للمعنون انه معلوم و لكنه فى
الحقيقة هو معلوم بالعرض لا بالذات , و هذا الفناء هو الذى يخيل للناظر
ان المتعلق الحقيقى للعلم هو المعنون و لقد أحسنوا فى تعريف العلم
بأنه حصول صورة الشىء لدى العقل , لا حصول نفس الشىء , فالمعلوم
بالذات هو الصورة و المعلوم بالعرض نفس الشىء الذى حصلت صورته لدى
العقل .
و اذا ثبت ما تقدم و اتضح ما رمينا اليه من أن متعلق التكليف
أولا و بالذات هو العنوان و ان المعنون متعلق له بالعرض ـ يتضح لك الحق
جليا فى مسألتنا ( مسألة اجتماع الامر و النهى ) و هو : ان الحق ( جواز
الاجتماع . (
و معنى جواز الاجتماع انه لا مانع من أن يتعلق الايجاب بعنوان و
يتعلق التحريم بعنوان آخر , و اذا جمع المكلف بينهما صدفة بسوء اختياره
فان ذلك لا يجعل الفعل الواحد المعنون لكل من العنوانين متعلقا
للايجاب و التحريم الا بالعرض , و ليس ذلك بمحال فان المحال انما هو
ان يكون الشىء الواحد بذاته متعلقا للايجاب و التحريم .
و عليه , فيصح ان يقع الفعل الواحد امتثالا للامر من جهة باعتبار
انطباق العنوان المأمور به عليه و عصيانا للنهى من جهة أخرى باعتبار انطباق
عنوان المنهى عنه عليه . و لا محذور فى ذلك ما دام أن ذلك الفعل
الواحد ليس بنفسه و بذاته يكون متعلقا للامر و للنهى ليكون ذلك محالا ,
بل العنوانان الفانيان هما
نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 304