نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 215
بالمعنى الثالث من الحسن و القبح ـ هو ( العقل العملى ) فى مقابل ( العقل النظرى . (
و ليس الاختلاف بين العقلين الا بالاختلاف بين المدركات ,
فان كان المدرك ـ بالفتح ـ مما ينبغى أن يفعل او لا يفعل مثل حسن العدل و
قبح الظلم فيسمى ادراكه ( عقلا عمليا ) و ان كان المدرك مما ينبغى ان
يعلم مثل قولهم : (( الكل اعظم من الجزء )) الذى لا علاقة له بالعمل ,
فيسمى ادراكه ( عقلا نظريا . (
و معنى حكم العقل ـ على هذا ـ ليس الا ادراك أن الشىء مما ينبغى
ان يفعل أو يترك . و ليس للعقل انشاء بعث و زجر و لا أمر و نهى الا
بمعنى ان هذاالادراك يدعو العقل الى العمل , أى يكون سببا لحدوث الارادة
فى نفسه للعمل و فعل ما ينبغى .
اذن ـ المراد من الاحكام العقلية هى مدركات العقل العملى و آراؤه .
و من هنا تعرف ان المراد من العقل المدرك للحسن و القبح بالمعنى
الاول . هو العقل النظرى , لان الكمال و النقص مما ينبغى أن يعلم , لا مما
ينبغى أن يعمل . نعم اذا أدرك العقل كمال الفعل أو نقصه , فانه يدرك
معه انه ينبغى فعله أو تركه فيستعين العقل العملى بالعقل النظرى .
او فقل يحصل العقل العملى فعلا بعد حصول العقل النظرى .
و كذا المراد من العقل المدرك للحسن و القبح بالمعنى الثانى هو
العقل النظرى , لأن الملائمة و عدمها أو المصلحة و المفسدة مما ينبغى أن
يعلم , و يستتبع ذلك ادراك انه ينبغى الفعل أو الترك على طبق ما
علم .
و من العجيب ما جاء فى جامع السعادات ج 1 ص 59 المطبوع بالنجف
سنة 1368 اذ يقول ردا على الشيخ الرئيس خريت هذه الصناعة : و الحق ان
مطلق الادراك و الارشاد انما هو من العقل النظرى , فهو بمنزلة المشير
الناصح و العقل العملى بمنزلة المنفذ الممضى لاشاراته . ((
و هذا منه خروج عن الاصطلاح . و ما ندرى ما يقصد من العقل العملى
اذا كان الارشاد و النصح للعقل النظرى ؟ . و ليس هناك عقلان فى
الحقيقة كما قدمنا , بل هو عقل واحد , و لكن الاختلاف فى مدركاته و
متعلقاته , و للتمييز بين الموارد يسمى تارة عمليا و أخرى نظريا , و
كأنه يريد من العقل العملى
نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 215