ثانيهما: الخروج مطلقا، و هو المحكي عن جماعة من المحققين، و عن المحقق السّيد الشريف [1] و العلامة الدواني، و اختاره بعض المحققين من المتأخرين- أيضا- في تعليقاته على المعالم [1].
ثالثها: التفصيل بين أسماء الآلات و غيرها فقيل بالأوّل في الأولى، و بالثاني في الثانية، و خير الثلاثة أوسطها، وفاقا لشيخنا الأستاذ و سيدنا الأستاذ دام ظلهما أيضا.
لنا على ذلك وجوه أوّلها: التبادر، فإنّ المتبادر من نفس الألفاظ المشتقة هي العنوانات العرضيّة الجارية على الذّوات على أنحاء الجريان، بحسب اختلاف المشتقات، لا ذات ما مع تلك العنوانات، فإنّا لا نفهم من الضّارب، و القاتل و الرّاكب و الكاتب مثلا- إلاّ ما يعبّر عنه بالفارسية ب (زننده و كشنده و سواره و نويسنده) كما مر، و لا ريب أنّ هذه المعاني مفاهيم عرضية تجري على الذّوات على سبيل الحمل و التوصيف، لكونها من وجوه الذّوات الصّادقة عليها و من مزاياها الحاكية عنها، فإنّ لكلّ شيء عنوانات و وجوها صادقة عليه، يعبر عنه بكلّ واحد من تلك الوجوه، لاتحاده معه في الوجود، كما يعبّر عن زيد، تارة بكاتب و أخرى بقارئ و ثالثة بضاحك، و رابعة بعالم، و خامسة بأنه ابن فلان، أو أبوه أو صاحبه، أو عدوه، و سادسة بإنسان أو حيوان أو ضاحك، إلى غير ذلك من الوجوه الصادقة عليه من الوجوه العرضيّة، كما هو مفاد المشتقات، و مفاد بعض الجوامد، كالابن و الأب و الزوج و الزوجة و أمثالها، أو الذّاتية كما هو مفاد الغالب منها، كما في الحيوان و الإنسان و الحجر و الشجر و الماء و التّراب، و غير ذلك مما لا يكون الموضوع له فيها هو نفس الذّات بما هي، بحيث لا تختلف باختلاف بعض الوجوه الصادقة عليها المتحققة لها في حال، و تبدّلها إلى وجه آخر، بل باعتبار وجه خاص من تلك الوجوه، بمعنى أنّ الموضوع له في هذا القسم أيضا هو نفس الوجه الخاصّ الصادق
[1] شرح المطالع: 11 انظر عبارة السّيد في الهامش فإنه قال عند قول الشارح (و المشتق و ان كان في اللفظ مفردا إلاّ أنّ معناه شيء له المشتق منه) بما هذا لفظه: يرد عليه ان مفهوم الشيء لا يعتبر في مفهوم الناطق مثلا ... إلى آخره.