الأولى
: قوله تعالى : ( وَقُولُوا
لِلنَّاسِ حُسْناً )[١]. ووجه الاستدلال بها : انه قد جاء تفسيرها في الكافي : «
لا تقولوا الا خيرا حتى تعلموا » ، والمراد بالقول هو الظن والاعتقاد ، وبما انهما
ليسا من الأمور الاختيارية كي يصحح التكليف بهما ، فلا بد ان يراد ترتيب آثار
الاعتقاد الصحيح ، ومعاملة الناس في أفعالهم معاملة الصحيح.
ويشكل الاستدلال
بها ...
أولا : ان الظاهر
انها في مقام النهي عن السب واللعان والأمر بالقول الطيب الحسن ، كما فسرت في رواية
أخرى بذلك [٢].
وثانيا : انه لو
سلم إرادة الاعتقاد من القول ، فقد عرفت إمكان تعلق التكليف به فلا حاجة إلى تقدير
الآثار.
وثالثا : انه لو
سلم دلالتها على الأمر بترتيب الآثار ، فهي انما تدل على ترتيب آثار الحسن لا
الصحيح ، وقد عرفت الفرق بينهما.
الثانية : قوله
تعالى : ( إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )[٣]. حيث يراد من
الظن الإثم هو ظن السوء قطعا لا ظن الخير ، وحيث ان الظن غير قابل لتعلق التكليف
به فلا بد ان يكون المتعلق ترتيب آثار الظن السوء ، فهو منهي عنه ، فلا بد من
الحمل على الصحة.
[٢] عن جابر عن أبي
جعفر عليهالسلام في قوله
تعالى : ( وقولوا للناس حسنا ) قال عليهالسلام
: قولوا للناس أحسن ما تحبون ان يقال لكم فان الله يبغض اللّعان السباب الطعان على
المؤمنين الفحاش المتفحش السائل الملحف ويحب الحليم العفيف المتعفف.