تارة يكون باللفظ
مع قطع النّظر عن معناه ، بل قد لا يفهم الناقل معنى اللفظ وانما ينقله بنصه لغرض
هناك.
وأخرى : يكون
بالمضمون والمعنى. فلا يلحظ فيه نقل النص اللفظي للمنقول عنه ، بل نقل ما يفهمه
الناقل من كلام المنقول عنه.
ومن الواضح ان
الصدوق رحمهالله في روايته ليس في مقام النص اللفظي لكلام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل في مقام حكاية المضمون والمعنى ، لأنه في مقام
الاستدلال على إرث المسلم من الكافر ، وهو يرتبط بمفاد قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا بنفس اللفظ.
وإذا اتضحت هذه
الجهة نضم إليها جهة أخرى ، وهي : ان صاحب القانون والتشريع إذا شرع حكما بإنشاء
معين صح ان ينقل عنه تشريع ذلك الحكم في القانون ولو لم يكن لفظ ـ في القانون ـ واردا
عند تشريعه.
فيصح ان يقال : ان
الله حرّم الغيبة في الإسلام مع ان إنشاء تحريم الغيبة لم يكن مشتملا على كلمة : «
في الإسلام ».
كما يصح ان يقال :
ان الحكومة شرعت السجن في العراق ، ولو لم يكن الإنشاء مشتملا على كلمة : « في
العراق ».
ويصح أن يقال : ان
زيدا يقول لا أرضى باللعب في بيتي ، والحال انه لم ينه الا عن اللعب بلا ان يقول :
« في بيتي » ، ولكن كان ظاهر حاله باعتبار سلطنته على بيته كون تحريمه بلحاظ بيته.
ولا يعد مثل هذا
خيانة في النقل ، بل هو أمر يجري عليه الكل بعد ان كان النقل بالمعنى لا بنص
اللفظ. والناقل للمعنى لا يتقيد بخصوص اللفظ