نام کتاب : غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع نویسنده : ابن زهرة جلد : 1 صفحه : 44
والثعلب
والأرنب نجسان ، بدليل الإجماع المذكور.
والكافر نجس
بدليله أيضا ، وبقوله تعالى (إِنَّمَا
الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ)[١] ، وهذا نص. وكل من قال بذلك في المشرك ، قال به فيمن
عداه من الكفار ، والتفرقة بين الأمرين خلاف الإجماع. وقول المخالف : المراد بذلك
نجاسة الحكم ، غير معتمد ، لأن إطلاق لفظ النجاسة في الشريعة يقتضي بظاهره نجاسة
العين حقيقة ، وحمله على الحكم مجاز ، واللفظ بالحقيقة أولى من المجاز ، ولأنا
نحمل اللفظ على الأمرين جميعا ، لأنه لا تنافي بينهما.
وقولهم : لو
كان نجس العين لما طهر بتجدد معنى هو الإسلام وانتفاء معنى هو الكفر ، باطل ، لأن
الخمر نجسة العين ، وتطهر بتجدد معنى هو الحموضة ، وانتفاء معنى هو الشدة ، ولا
يعارض ما ذكرناه قوله تعالى (وَطَعامُ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ)[٢] لأن لفظ الطعام إذا أطلق ، انصرف إلى الحنطة.
ولا يمكن
للمخالف إنكار ذلك ، لأن أبا حنيفة والشافعي اختلفا فيمن وكل وكيلا على أن يبتاع
له طعاما ، فقال الشافعي : لا يجوز أن يبتاع إلا الحنطة ، وقال أبو حنيفة : ودقيقها
أيضا ، ذكر ذلك المحاملي [٣] في آخر كتاب البيوع من كتابه الأوسط في الخلاف. وذكره
الأقطع [٤] في آخر كتاب الوكالة من شرح
[٣] هو أبو عبد الله
حسين بن إسماعيل بن سعيد صاحب الأمالي المتوفى ٣٣٠ ه ـ وقد أثنى عليه ابن كثير في
تاريخه لاحظ الغدير : ١ ـ ١٠٢.
[٤] أبو نصر ، أحمد
بن محمد بن محمد ، الفقيه الحنفي المعروف بالأقطع ، درس الفقه على مذهب أبي حنيفة
على أبي الحسن القدوري ، وخرج من بغداد في سنة ٤٣٠ إلى الأهواز وأقام بها برامهرمز
، ومن تصانيفه : شرح مختصر القدوري في فروع الفقه الحنفي ، مات سنة ٤٧٤ ه ـ وذكر
في الجواهر المضيئة : ١ ـ ١١٩ برقم ٢٣٤ في ذيل ترجمته وجه تسميته بالأقطع.
نام کتاب : غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع نویسنده : ابن زهرة جلد : 1 صفحه : 44