نام کتاب : غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع نویسنده : ابن زهرة جلد : 1 صفحه : 45
القدوري [١] ، وقال في الشرح : والأصل في ذلك أن الطعام المطلق ، اسم
للحنطة ودقيقها.
وإنما أحوجنا
إلى ذكر مذهب المخالف في ذلك والإحالة على كتبهم إنكار من أنكره من جهالهم ، على
أنا نقول : لو وقع لفظ الطعام بإطلاقه على غير الحنطة ، لحملناه عليها وعلى غيرها
من الجامدات بدليل [الإجماع]. [٢]
فأما ما عدا ما
ذكرناه من الحيوان من ذوات الأربع والطير والحشرات فطاهر السؤر إلا أن يكون على
فمه نجاسة ، بدليل إجماع الطائفة ، وظاهر قوله تعالى (فَلَمْ تَجِدُوا ماءً
فَتَيَمَّمُوا)[٣] وقوله (وَأَنْزَلْنا مِنَ
السَّماءِ ماءً طَهُوراً)[٤] فبين سبحانه أن الماء المطلق يطهر ، وسؤر ما ذكرناه
ينطلق عليه [٥] اسم الماء ، وإنما يخرج من هذا الظاهر ما أخرجه دليل
قاطع.
وقد ألحق
أصحابنا بالنجاسات عرق الإبل الجلالة ، وعرق الجنب إذا أجنب من الحرام.
الفصل الثالث
وأما ما به
تفعل الطهارة فثلاثة أشياء : الماء والتراب والأحجار ، أو ما يقوم مقامها ، على ما
قدمناه في الاستنجاء ، فكل ماء استحق إطلاق هذا الاسم عليه
[١] أبو الحسن أحمد
بن محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان الفقيه المعروف بالقدوري ـ بضم القاف والدال ـ
من أهل بغداد ومن تصانيفه المختصر المعروف باسمه «القدوري» مات سنة ٤٢٨ ه ـ لاحظ
الأنساب : ٤ ـ ٤٦٠ والأعلام للزركلي : ١ ـ ٢٦٠.