responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عوائد الايام نویسنده : النراقي، المولى احمد    جلد : 1  صفحه : 180
الجنون على ما يظهر من كتب الاطباء وكلماتهم ليس علما لمرض شخصي معين بل هو اسم لجميع الامراض الدماغية الباعثة لاختلال العقل وفساده ويعبرون عنها بفساد العقل اعم من ان يكون الفساد في نفس القوة العاقلة أو في قواها الخادمة لها كالمفكرة والمخيلة وغيرها ولها انواع مختلفة واثار متشتتة متفاوتة ومن هنا قيل الجنون فنون وبما ذكرنا من كون الجنون هو فساد العقل صرح في كتب الفقهاء ايضا قال في المسالك وهو أي الجنون يتناول باطلاقه لجميع اقسامه فان الجنون فنون والجامع بينها فساد العقل كيف اتفق وقال في الروضة البهية الجنون فنون والجامع لها فساد العقل على أي وجه يكون وقال العلامة في التحرير الجنون هو فساد العقل وقال بعض مشايخنا في شرحه على النافع الجنون وهو فساد العقل المستقر الغير المستند الى السهو السريع الزوال والاعمآء العارض مع غلبة المرة وصرح بذلك غيرهم ايضا واما السفاهة فهى عبارة عن خفة العقل ونقصانه وعدم كماله بالنسبة الى عامة اهل المعاش والمحاورات أي بالنسبة الى العقل المحتاج إليه في طريقة المعاش والمعاملات والمصاحبة مع اهل المحاورات أو العادات كما يشهد به العرف وصرح به اللغويون والمفسرون قال في النهاية الاثيرية السفة في الاصل الخفة وقال الهروي في تفسير قوله سبحانه فان كان الذى عليه الحق سفيها أي خفيف العقل وفى القاموس السفه محركة وكسحاب وسحابة خفة الحلم ونقصه وفيه ايضا الحلم بالكسر العقل وقال في الصحاح السفه ضد الحلم واصله الخفة والحركة وقال البيضاوى في قوله تعالى انؤمن كما امن السفهآء السفه خفة وسخافة راى يقتضيهما نقصان العقل والحلم يقابله وقال في قوله سبحانه سيقول السفهآء من الناس أي الذين خفت احلامهم وقال بعض اخر ايضا السفهآء في هذه الآية بمعنى خفاف العقول وبالجملة كلمات اللغويين والفقهاء متطابقة في تفسير هذين اللفظين بما ذكر من ان الجنون هو فساد العقل وضياعه وخلله واختلاله والسفاهة خفة العقل وردائته ونقصانه وسخافته والعرف ايضا يساعد ذلك ويدل عليه فان كل من فسد عقله واختل يحكم اهل العرف بكونه مجنونا وكل من خف عقله وردء يحكمون بكونه سفيها ويحكمون بانه ليس فاسد العقل ولكنه خفيف العقل وقد صرح المحقق الشيخ على في مسألة عدم اجبار السفية على النكاح بانه بالغ عاقل وان اردت معرفة التفرقة بين فساد العقل وخفته ونقصه فقسه بالامور المحسوسة واطلاق الفساد والنقص فيها فان اللؤلؤة إذا خرجت من الصدف فتارة تكون فاسدة ضايعة اما لاجل كونها مسودة أو بحيث يتفتت اجزائها إذا فركت باليد واخرى يكون غير حسنة نحو ان قل صفائها ونحو ذلك وانظر الى البطيخة فانها إذا كانت بحيث خرجت عن طبيعها الاصلية وحدث فيها امر مفسد له كالمرارة أو الديدان أو العواريق انها فاسدة وإذا لم يكن كذلك ولكن كانت انقص من امثالها من البطايخ اما لقلة حلاوتها أو قلة لطافتها يقال انها ناقصة أو ردية سوآء كان ذلك النقص لاجل عدم بلوغه اوان الكمال في اوائل نموه اولاجل كون ذاته كذلك كالبطايخ الغير الحلوة وما كان من القسم الاول يطرح ولا يكون لها طالب الا إذا كان فساده قليلا بحيث لا يعبأ به أو يكون بعض اجزائها غير فاسد وما كان من القسم الثاني يحفظونه ويطلبونه وان نقصت قيمته عن الحلو اللطيف وقل طالبه بالنسبة


نام کتاب : عوائد الايام نویسنده : النراقي، المولى احمد    جلد : 1  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست