أوعد اللّه تعالى النار على اتّباع غير سبيل المؤمنين، و الإجماع سبيلهم، فلا يجوز مخالفته.
و فيه: أنّ ظاهره أنّ اتّباع السبيل الذي يقتضيه الإيمان بما هو إيمان واجب كما يؤيده صدر الآية، فإنّ معناه من جعل نفسه شقّا آخر و اتبع غير سبيل المؤمنين فعليه كذا و كذا، فالوفاق معه (صلّى اللّه عليه و آله) عبارة عن متابعة سبيلهم كما أنّ الخلاف معه (صلّى اللّه عليه و آله) متابعة غير سبيلهم، فيكون اتباع غير سبيل المؤمنين عبارة اخرى عن المشاقّة مع الرسول (صلّى اللّه عليه و آله)، فلا تدلّ على اتباع ما لا يكون من مقتضيات الإيمان، بل هو أمر حادث اتفق عليه المؤمنون.
و على تقدير الدلالة يرد عليه ما ورد على الدليل الأول من الجواب الثاني.
(الثالث) قوله عزّ و جلّ: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ الآية [3] و الخيرية تقتضي كون ما اتفقت عليه الامّة حقا.