responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تسديد الأصول نویسنده : المؤمن القمي، محمد    جلد : 1  صفحه : 37

انتزاعها.

و أمّا الحكاية التصديقيّة فليس لنفس الحكاية- رغم كونها مفادا أصيلا للجمل- ما بحذاء في الخارج، فإنّه ليس سوى نقل و حديث عمّا هو في الخارج، سواء كانت حكاية الثبوت أو حكاية العدم و الانتفاء، إلّا أنّها لمكان أنّها تنجّز أحد طرفي الوجود و العدم، فلذلك كان لمحكيّه من الثبوت و الانتفاء واقعية و خارجيّة تحكيها، فالهوهوية التصورية مفهوم قابل لمتعلق الوجود به و العدم، و هذه الحكاية التصديقية تحكي عن أحد الطرفين جزما، فالحكاية التصديقية تنحلّ الى أمرين:

نفس الحكاية التي لا مطابق لها في الخارج، و المحكيّ بها من الوجود و العدم، و له ما بحذاء. و مطابقة محكيّها للواقع و عدمها ملاك الصدق و الكذب.

و أمّا ما كان مفادها الحمل أو النسبة كقولنا: «لزيد علم» و قولنا: «زيد في الدار» و قولنا: «زيد على السطح» فالحرف يدلّ على النسبة الواقعة بين مدخوله و موضوع القضيّة، و الهيئة تحكي حكاية تصديقية عن تحقّق هذه النسبة بينهما، و اذا دخل حرف النفي حكت حكاية تصديقية عن عدم تحقّقها، و المحكيّ فيها أيضا، هو متن الواقع نفيا أو إثباتا، و الكلام فيها أيضا هو بعينه الكلام في القسم الأوّل حرفا بحرف.

و أمّا ما كان مفادها الحدوث فهي الجمل التي اشتملت على فعل، سواء كانت فعلية أو اسمية خبرها فعلية؛ كقولنا: «كتب زيد» أو: «زيد كتب» فالأمر فيها أيضا يظهر ممّا تقدم، و يزيد عليه: أنّ هيئة الفعل تحكي عن حدوث المادة، و الحدوث كالاتّحاد، و النسبة أمر انتزاعي ينتزع عن كون وجود المبدأ مسبوقا بالعدم، فهذه الجمل تحكي حكاية تصديقية إمّا عن حدوث المبدأ و صدوره، و إمّا عن عدمه.

فقوام اصول الجمل الخبرية بحكاية تصديقية عن ارتباط هوهويّ أو نسبيّ أو صدوريّ بين الموضوع و المحمول نفيا أو إثباتا، و الحكاية تتعلق بواقع هذا الارتباط، سواء أ طابقت الواقع أم خالفته، و حيث إنّ الحكاية ليست أزيد من الإبراز، و الإبراز في وجوده لا يتوقّف على أزيد من وجود ذهنيّ للواقع الذي‌

نام کتاب : تسديد الأصول نویسنده : المؤمن القمي، محمد    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست