و لأجله عدّ في سورة الرحمن قوله تعالى: يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَ نُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ[1] من آلاء الرحمن، و لذلك ذيّلت الآية بقوله تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ[2] ضرورة أنّ المحافظة على النواميس الإلهيّة و الخلقيّة، و المواظبة على نفوس الناس و أموالهم، تحتاج إلى المنظّمات و الشرطة و الجحيم و جهنّم، و هذا ليس ضررا و لا مضارّة و لا إضرارا بالنسبة إلى النوع و الحكومة، و لو كان ضررا بالنسبة إلى شخص السارق و القاتل و المتعدّي، و إلى هذا يشير في أخبارنا ما يقنعك، فلا تخلط.
تنبيه سادس: في إبطال ما أفاده الأعلام حول القاعدة المذكورة
قد تبيّن ممّا أفدناه وجه فساد مسالك القوم من الشيخ الأعظم الأنصاريّ (رحمه اللَّه) إلى فضلائنا المعاصرين، فإنّه لا يدور الأمر بين نفي الحكم الضرريّ، كما في كلامه (قدّس سرّه) [3] و بين النفي بلسان نفي الموضوع، كما في «الكفاية» [4] و بين الضرر غير المنجبر و غير المتدارك [5]، و بين النهي، بل هو في الجملة الاولى مجمل، و في الثانية نهي جامع لجميع المحتملات التي منها: تحريم الإضرار و لزوم التدارك؛ لانتفاء موضوعه بعد تحقّق الضرر، بالتدارك و الجبران.
و قد تحرّر منّا في الرسالة [6] وجه فساد القول بالنفيّ الحقيقيّ و الادعائيّ،