الصور في المسألة كثيرة، فإنّ الملاقاة تارة: تكون مقدّمة على العلم بنجاسة الأطراف، و اخرى: مؤخّرة.
و على كلّ تقدير تارة: يعلم بأنّ الملاقاة وقعت مع الإناء المعيّن، و اخرى:
لا يعلم، و لكنّه يعلم بملاقاته مع أحد الأطراف.
و على كلّ تقدير تارة: يكون الملاقى في ظرف وجود حكم الملاقي- بالكسر- موجودا، و اخرى: يكون تالفا، أو خارجا عن محلّ الابتلاء، أو غير ذلك.
و ربّما يعلم إجمالا: بنجاسة الإناء الشرقيّ أو الغربيّ، ثمّ بعد ذلك يعلم بنجاسة الإناء الشماليّ أو الغربيّ، مع الالتفات إلى أنّ الشرقيّ لو كان نجسا فهو لأجل ملاقاته مع الشماليّ.
و ربما تختلف الصور باختلاف الطوارئ، كالخروج عن محلّ الابتلاء، ثمّ العود إليه، أو العلم بالعود إليه. و هكذا بالنسبة إلى الاضطرار الطارئ على الملاقي- بالكسر- و الطرف، ثمّ يتبيّن أنّ الملاقى- بالفتح- موجود من غير أن يكون طرف الاضطرار. و يكفيك عن الكلّ ما يذكر من الصور الرئيسة إن شاء اللّه تعالى.
إذا عرفت هذه الامور، فالذي هو التحقيق تنجيز العلم لجميع الآنية العرضيّة و الطوليّة، و قضيّة العقل لزوم الاجتناب في جميع الصور بأنحائها؛ و ذلك لامور نشير إليها.