لا يمكن الالتزام بذلك، يتبين أن قبح الإرادة- بعد كونها اختيارية، و اندفاع التسلسل في صورة إرادة العصيان، أو صورة إرادة التبريد، و في صورة التجري- مشترك و حاصل على نعت واحد، إلا أنه ربما يكون في الضعف و الشدة مختلفا، ضرورة أن في صورة التجري أقوى من المثال المزبور.
فذلكة الكلام
على القول: بأن معنى استحقاق العقاب، هو استتباع الأفعال القبيحة أو الأعمال النفسانيّة القبيحة، أو الصفات القبيحة للعقوبة، و الصور المؤذية [1]، فكون الفعل المتجري به قبيحا يأتي في المسألة الآتية.
و أما الإرادة، فهي لو سلم قبحها لكونها اختيارية، فهي لأجل كونها ظلما، كما مر.
و كون القبيح مستتبعا للعقوبة مما لا يمكن تصديقه، لأن علية القبيح- و لو كان فعلا اختياريا- لتلك الصورة غير الملائمة، غير معلومة، بل الظاهر من الشرع عدمه، فلزوم تعدده ممنوع في مثل العصيان مع كون مورده ظلما و قبيحا عقليا، كالقتل و نحوه.
هذا مع أن استتباع الإرادة لا يلازم عموم المدعى، و هو استحقاق المتجري للعقاب، لما مر أن من التجري ترك مقطوع الوجوب [2]، و في هذا المورد لا إرادة.
و أما توهم: أن القبح الناشئ من سوء السريرة لا يستتبع العقاب، دون الناشئ من قبح الفعل [3]، فهو أفحش فسادا، للزوم تكرار التبعات في العصيان دون التجري فيما إذا كان المتجري يريد المخالفة.