و أما أنه ذاتي باب البرهان، فيكون من خارج المحمول، فهو أيضا مندفع بما أشير إليه آنفا. و على هذا تنهدم كبرى القياس المتشكل آنفا «و هو أن التجري ظلم، و كل ظلم قبيح».
فما في كتب الأصوليين و المتكلمين، بل و أحيانا في بعض أساطير أهل العلم: «من أن القبح ذاتي الظلم» [1] في غير محله، فضلا عن أن يكون ذاتي التجري و العصيان.
نعم، هو إدراك عقيب إدراك الظلم في محيط خاص، و بالقياس إلى جهة خاصة، ضرورة أن تضحية الفرد و فداءه بداعي الأمر الأهم، ظلم بالقياس إلى الفرد، و خير بالقياس إلى كلية النظام، فلا يكون قبيحا في الفرض الأول، و يعد حسنا بالقياس إلى عموم العائلة النظامية، فاغتنم.
البحث الثاني: هل الظلم يستتبع العقوبة أم لا؟
قد اشتهر بينهم و بين أهل التكلم: «أن كل قبيح يستحق العقوبة عليه عقلا» [2].
و حيث يتوجه إليه: أن كثيرا من المقبحات- و منها ترجيح المرجوح على الراجح، و أمثال ذلك، كالإقدام على ما لا يؤمن معه من الضرر- ليست تستتبع