و حديث المعارضة- كما قاله النراقيّ (قدّس سرّه) [1]- مدفوع في محلّه.
و ثانيا: قد أشرنا هناك إلى أنّ الأحكام تدريجيّة الوجود، فربّما لا يكون صاحب الشرع راضيا بالسيرة، إلاّ أنّه يترقّب الأوقات المناسبة لإبراز عدم رضاه، فلا دليل على حجّية السيرة.
و بعبارة أخرى: إنّ الحجّية تنتزع من السيرة إذا مرّ الشرع عليها و لم يردع عنها، و هذا لا يحصل بمجرّد طلوع الشرع، أو مضيّ سنوات، فالقدر المتيقّن منها ذلك، و حيث إنّ المفروض نزول الآيات الناهية، فلا محلّ لانتزاع الحجّية عنها [2]، فما في حواشي العلاّمة الخراسانيّ (قدّس سرّه) هنا [3]، أيضا بعيد عن الصواب.
ثمّ إنّه غير خفيّ: أنّ في طيّ البحث أشرنا إلى الأجوبة الأخرى، و لأنّه لمكان وضوح الأمر فيما سلف في ذيل البحث عن أدلّة النافين عدلنا عنها. و من تلك الأجوبة الالتزام بالتخصيص حسب الأدلّة اللفظيّة القائمة على حجّية الخبر الواحد [4]، و مرّ ما فيه [5].
و أمّا المشكلة الثانية:
فقد تعارف ردع الشرع عن السيرة العمليّة العقلائيّة في الجملة في غير ما نحن فيه.
مثلا: في باب المعاملات، يكون للشرع تعبّديات صرفة على خلاف البناءات العقلائيّة، و خيارات جعليّة على خلاف أصالة اللزوم العقلائيّة، و لازم ذلك ردع