و في سورة النساء: ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ وَ ما قَتَلُوهُ يَقِيناً[1].
و حيث إنّ اتباع الخبر الواحد من اتباع الظنّ، و تكون الآيات في مقام توبيخ الاتباع المزبور، تكون دالّة على المطلوب مضافا إلى الكلّية العامّة الشاملة لمطلق الظنّ و هي قوله تعالى: إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً*[2].
و كون الآيات في خلال آيات غير الأحكام الفرعيّة [3]، لا يضرّ بما يفهم منها العرف أصلا، و لا نحتاج إلى مقدّمات الحكمة حتّى يقال: هي غير حاصلة، لوجود القرينة الصالحة [4]، لأنّ العقلاء يفهمون من هذه الآيات و أمثالها، مذمّة الاتباع الاعتقاديّ أو العمليّ.
مع أنّ الآية في سورة النجم، تكون بعد قوله تعالى: لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثى[5] و هذا فعل، و قد ذمّوا على هذه التسمية و هذا التقوّل، كما لا يخفى، و لازمه ممنوعيّة إسناد شيء إليه تعالى، يقوم به الخبر الواحد.
بل قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ[6] يكون ناظرا إلى الاتباع العمليّ عن الاعتقاد الباطل بالشركاء، بل في نفس الاتباع، شهادة على أنّ المسألة عمليّة.
أقول: هذه الآيات لمكان اشتمالها على كلمة (الظن) تخصّ بالبحث أوّلا، و يأتي الكلام حول الآية غير المشتملة على هذه الكلمة بعدها [7] إن شاء اللَّه تعالى.