الآخرين [1]، إلا أنه يصح في لحاظ، و لا يصح في لحاظ آخر خارج عن أفقهم، و اللَّه هو المستعان.
إذا تبين هذا الأمر فاعلم: أن القطع يوصف في الظاهر بأوصاف الطريقية، و الكاشفية، و المنجزية، و المعذرية، و الحجية، و حيث اشتهر: «أن كاشفيته ذاتية» [2] و اشتهر: «أن منجزيته و حجيته أيضا ذاتية [3]، لا تنالها يد الجعل تكوينا» على ما قيل [4] «و تشريعا» على ما اشتهر [5]، فلا بد من النّظر إلى هذه الأوصاف، حتى يتبين الذاتي من غير الذاتي في ضمن جهات:
الجهة الأولى: في عدم ذاتية الطريقية و الكاشفية
المشهور أن وصف الطريقية و الكاشفية، من الأوصاف الذاتيّة للقطع.
و قيل [6]- و هو الظاهر من العلامة الأراكي (قدّس سرّه)-: «إنه عين القطع، و ليس معنى يوصف به القطع» [7].
و يتوجه إليه: أن حقيقة القطع هي ماهيته، و هل يعقل أن تكون الماهية بلا
[1]- لم نجزم بمراده (قدّس سرّه) من «الآخرين» و لكن اشتهر القول بذلك في كلمات الفلاسفة و المتكلمين، لاحظ شرح المواقف 1: 61، الحكمة المتعالية 3: 278، شرح المنظومة، قسم الحكمة: 141.