ذلك نوع تأثير في أخذ الرّأي و إتمام الحجّة، فإنّه كثيرا ما يختلف مصبّ الإطلاق و العموم بعد الرجوع إلى تلك الآراء و الأهواء، فإنّ في أخبارنا روايات صدرت ناظرة إلى ما أفتوا، و متوجّهة إلى ما عندهم من الرّأي، و تصير به ساقطة عن العموم و الإطلاق، و يعلم منه: أنّ لها مصبّا خاصّا و محيطا معيّنا.
وجوه أخر على وجوب الفحص
إذا تحصّل ذلك فليعلم: أنّه ربّما يستند في هذه المسألة إلى أمور اخر [1] لا بأس بالإشارة الإجماليّة إليها، و هي كثيرة:
الأوّل: الإجماع، و دعوى أنّه ليس بحجّة في هذه المسألة [2]، في غير محلّها.
نعم، قد عرفت فيما مضى: أنّ هذه المسألة ما كانت معنونة في العصر الأوّل [3]، بل هي من المسائل المستحدثة في القرن الرابع. حسبما حكاه سيّدنا الأستاذ البروجرديّ (قدّس سرّه) [4] و عليه فلا صغرى للادعاء المذكور. مع أنّه ربّما يحتمل كون مستنده عقول المجمعين، لا الرواية الخاصّة أو رأي المعصوم (عليه السلام) فتأمّل.
الثاني: الأخبار الخاصّة الناطقة بوجوب التعلّم القائلة بأنّه «يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال له: هلاّ عملت؟! فإن قال: لم أعلم، يقال له: هلاّ تعلّمت حتّى تعمل [5]؟!