لا شبهة في صورة التعاقب على ما عرفت منّا، من أنّ الأصل عدم تداخل الأسباب [1]. و أمّا إذا تقارنا فقد عرفت منّا: أنّ بعض الوجوه السابقة تنتهي إلى التداخل فيها.
و أمّا حكم العقلاء فهو غير واضح عندي في صورة المقارنة، لقوّة انتقالهم من العلل التكوينيّة في صورة الاجتماع إلى العلل التشريعيّة، فكما أنّ النار و الشمس متداخلتان في تسخين الماء حال الاجتماع، فكذلك البول و النوم و الزلزلة و الكسوف و هكذا، فلا يحصل من تقارنهما تعدّد الفعل المشتغل به، فليتأمّل.
الجهة الثانية: في حكم التعدّد الشخصي للشرط
إذا تعدّد الشرط شخصا، فهل هنا تتداخل الأسباب، أم لا؟ قولان:
فعن المشهور كما عرفت عدم التداخل [2]، و عن الحلّي (رحمه اللَّه) التداخل هنا [3] و إن قال بعدمه فيما سبق [4].
و ربّما يقال: إنّ مقتضى بعض كلمات الشيخ [5] و ما أفاده السيّد الأستاذ البروجرديّ [6]، هو عدم التداخل هنا، و التداخل فيما سبق، عكس تفصيل الحلّي [7]،