نعم، جعل الشوق المزبور أعم من الشوق الحيواني ممكن. و لكن الإنصاف عدم صدق «الشوق» على الدرك العقلي المزبور.
و من ذلك يعلم تصديق مقالتنا الماضية، من نفي إنكار تحديدها بالشوق المؤكد [1]، فافهم و اغتنم.
ثم إن من المبادئ لها هو القدرة على الفعل، أو احتمالها، و مع العلم بالعجز عن الفعل فلا يتمشى منه الإرادة، كما هو الظاهر.
الرابع: هل الإرادة جزء أخير من العلة التامة؟
قد اشتهر بين الأصوليين: «أن الإرادة هي الجزء الأخير من العلة التامة» [2].
و المشهور في الكتب العقلية: «أن من مبادئ الفعل، القوة المنبثة في العضلة القابلة للانعطاف، و ذات استعداد للقبض و البسط، فإنه كثيرا ما يتفق أن الإنسان يريد تحريك يده، و لكنها- لنومها، و غلبة الرطوبة على المراكز المسلطة عليها النّفس بتوسط الأرواح البخارية مثلا في الحيوانات التي لها الدم السيال- تتأبى عن قبول الحركة، و تتعصى عن الانقياد، و لا تطيع الأمر الصادر من سلطان النّفس ذات القدرة و الملكوت، فلا علية للإرادة» [3].
و الّذي هو الحق: أن القول بأنها الجزء الأخير من العلة التامة، لا ينافي شرطية الإمكان الاستعدادي في الآلة التي تفعل بها، لأنها من قبيل شرطية إمكان الماهية