responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحريرات في الأصول نویسنده : الخميني، السيد مصطفى    جلد : 2  صفحه : 49

الثالث: في مبادئ وجود الإرادة

بعد الفراغ من الإرادة وجودا و ماهية، يقع البحث في مبادئ وجودها، و قد مر أيضا تحقيق ذلك‌ [1]، و عرفت أن منها: التصور، و منها: التصديق بلزوم وجوده، لا بالفائدة، فإنه كثيرا ما يشك في فائدة أمر و ثمرته، و لكن بالاحتمال يريد الإنسان إيجاده.

و لكن ليس معنى ذلك، أن مع التردد اللبي في النّفس، يتمكن النّفس من خلق الإرادة، بل لا بد من الجزم بلزوم ذلك، و أن وجوده و إن كان محتملا، لفائدة أحسن من عدمه، فما ترى في كتب القوم: من اعتبار التصديق بالفائدة [2]، إن كان معناه ذلك فهو، و إلا فهو ليس من المقدمات الحتمية.

و ليس منها الشوق و الميل النفسانيّ، لإقدام الإنسان على المضار التي بالقياس إلى الخيرات العالية أولى من الترك، كشرب الأدوية، و أمثال ذلك.

إن قلت: بعد إدراك توقف الخير الكثير على إرادة المكروه، يشتاق إليه النّفس، و تميل إليه و تطلبه.

قلت: قد أشير إلى أن ذلك ليس من الطيب النفسانيّ و الشوق الحيواني، بل هي الطيبة العقلائية و الميل الإدراكي‌ [3]، و لا يمكن إرادة الشوق العقلائي فيما ذكروه من مبادئ الإرادة، لأن ما جعلوه منها أعم من المبادئ لإرادة الإنسان أو الحيوان، و هذا الدرك العالي و الطيب العقلائي غير متصور فيه.


[1]- تقدم في الصفحة 40.

[2]- كفاية الأصول: 86، أجود التقريرات 1: 88، نهاية الدراية 1: 279، بدائع الأفكار (تقريرات المحقق العراقي) الآملي 1: 204 و 207.

[3]- تقدم في الصفحة 41.

نام کتاب : تحريرات في الأصول نویسنده : الخميني، السيد مصطفى    جلد : 2  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست