لو كان المشتقّ مركّباً من الذات و النسبة، يلزم مجازيّة حمل «الموجود» على «الوجود» و هو خلاف التبادر العرفيّ، و هكذا حمل «الأبيض» على «البياض» و لذلك يظهر من الفلاسفة اختيار بساطته؛ و أنّه عين المبدأ واقعاً، و غيره اعتباراً [1].
و قالوا: «إذا قيل: كلّ إنسان أبيض، فهو من القضايا الحقيقيّة، و يكون الفرد مصداقه المجازيّ».
و فيه أوّلاً: يلزم المجازيّة على البساطة أيضا؛ لما نسب إليهم من المجازيّة في القضيّة المزبورة.
و ثانياً: يلزم غلطيّة «القيام قائم» و «الضحك ضاحك» و «البكاء باكٍ» و «الشعر شاعر» و «الفسق فاسق» فمجرّد حسن الاستعمال في مثل «الوجود موجود» و «البياض أبيض» و «النور نيّر» و هكذا، لا يستدعي البساطة كما عرفت.
و ثالثاً: «الوجود موجود» تامّ على القول بأصالة الوجود، و أمّا على أصالة الماهيّة فلا يتمّ، فلا يعتقد القائلون بأصالتها بصحّة الحمل المزبور، كما صرّح به شيخ الإشراق في بعض كتبه [2].
و رابعاً: الذات المأخوذة في المشتقّ ليست عنواناً جوهرياً، و لا مشيراً إلى العناوين الجوهريّة، بل الذات المأخوذة في المشتقّ عنوان أعمّ من ذلك، و من كلّ متأصّل في العين، أو كلّ متأصّل في الاعتبار؛ لأنّها مبهمة من جميع الجهات، و متوغّلة في الإبهام بجميع الحيثيّات.