ما أفاده السكاكي في خصوص الاستعارات [1]، و هو السبب لانتقال الشيخ أبي المجد محمد رضا الأصفهاني (رحمه اللَّه) في «الوقاية» إلى تهذيبه و توسعته:
فهذبه بدعوى: أن اللفظ لا يستعمل في خصوصيات المورد فيما إذا قيل:
«رأيت أسدا يرمي» فإنه يستلزم المجازية حتى في المصداق الحقيقي.
و وسعه بعدم اختصاص ذلك في الاستعارة، بل هو جار في جميع المجازات؛ حتى المركبات و الكنايات [2].
و ملخص ما أفاده: أن حقيقة المجاز ليست إلا تبادل المعاني و التلاعب بها، لا باستعارة الألفاظ و تبادلها، و إنما حسن المجازات من جهة توسعة المفاهيم إلى ما لا يسعه وضع ألفاظها، و لا يشمله نفس تلك المفاهيم ابتداء، و لكن بعد ادعاء كون هذا منه تشمله حكما.
مثلا: في قوله تعالى: إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ[3] ليس حسن المجاز المستعمل فيه اللفظ من جهة إعادة لفظ «الملك» خلوا عن معناه؛ لوجود يوسف، و جعلهما متحدين في الاسم، بل لأن «الملك» استعمل في الماهية المعهودة من الروحانيين، و أطلق اللفظ عليها و استعمل فيها، و ادعي انطباقها على المعنى الادعائي.
و قس عليه قولنا: «رأيت أسدا و حاتما» فإن لفظي «الحاتم» و «الأسد»