وفي فصل الطاء مع العين : والطاعون : الموت من الوباء [٤].
وكان وصول الأوامر إلى مكة في شوال ، فشرعوا في تنظيف مكة ومنى ، وبنوا بها نحو خمسمائة كنيف [٥] ، وكذلك جعلوا محلات تذبح فيها الهدايا ، وكان قبل ذلك تذبح في أيّ مكان وترمى وتبقى رائحتها منتنة يتضرر منها الناس ، فحصلت نظافة في غاية ما يكون ، ووسعوا الطرق ، وحصل للناس راحة من جهة العفونة ، فهي حسنة من هذه الحيثية ؛ لأن النظافة من الإيمان ، ويثاب كل من كان السبب ، ولم يحصل في هذه السنة ـ وهي سنة [اثنتين][٦] وثمانين بعد الألف ـ شيء من الوباء ، وإنما حصل للحجاج بعد رجوعهم من المدينة قبل دخولهم ينبع ، فمنعوا من ركوب البحر حتى ينقطع الموت منهم ، ثم بعد مدة أذنوا لهم في الركوب ، ثم لما وصلوا السويس ردوهم إلى الطور وأمروا عليهم بالكرنتينة [٧] وصار لهم بذلك غاية التعب ، وأول حدوثها بمصر سنة ألف ومائتين [واثنتين][٨]
[٧] الكرنتينة : محجر صحّي ، يحجز فيه القادمون من بلد يخشى انتشار الأوبئة فيه ، ويعطى تطعيمات مضادة ، ثم يبقى مدة مقررة طبيا ، ثم يفرج عنه (معجم الكلمات الأعجمية والغريبة للبلادي ص : ٩١).
[٨] في الأصل : اثنين ، وكذا وردت في الموضع التالي.
نام کتاب : تحصيل المرام نویسنده : الصبّاغ جلد : 1 صفحه : 887