نام کتاب : تحصيل المرام نویسنده : الصبّاغ جلد : 1 صفحه : 888
وخمسين ، ثم انتشرت في سائر البلاد إلا بلاد الهند ، فتركوها حيث لم يحصل منها إفادة ، وأول حدوثها بجدة ومكة سنة ألف ومائتين واثنتين وثمانين ، ولم نسمع أحد من المتقدمين الحكماء ذكر الكرنتينة إلا حكماء الأربا [١] في هذا القرن الثالث عشر هم [الذين][٢] أحدثوها.
ومعنى الكرنتينة على ما ذكره صاحب كنوز الصحة : أربعين يوما ، أعني أن الأشخاص المظنون فيهم ذلك يمكثون أربعين يوما في محل وحدهم لا يخالطهم أحد معرضين للهواء. فقد اختلف الأطباء في الطاعون ، فمنهم من يمنع العدوى ، وغالبهم يثبتون العدوى ، وإذا سمعوا أحدا يقول بعدم العدوى يجعلونه من المكابرة ، وهذا كله في الطاعون ، وأما هذا الداء الذي هو برد الجسم كله ، ويزرق منه الجلد ، وتغور العينين ، ويشتد العطش ، ويكثر القيء والإسهال كثيرا ، وتتشنج الأطراف إلى آخره ، قد تحقق بالتجربة والمشاهدة أنه لا يعدي ، لكن من حيث إن رؤية المصاب به تزعج القلوب ينبغي لمن كان رقيق القلب أن لا ينظر إلى المصاب ؛ لأنه قد شوهد من أصيب به من النظر. اه.
وهذا الداء من أخطر الأمراض ؛ لأنه قد يموت به المريض في ظرف ساعتين ، وهو من الأمراض الوبائية ، وهو معروف قديما في بلاد الهند ، لكن منذ سنين انتشر في أقطار الأرض ومات به عالم لا يحصى ، واستوت مصر سنة ألف ومائتين [وثمان][٣] وأربعين. انتهى كلام صاحب كنوز الصحة.