responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ميورقة نویسنده : أبي المطرّف أحمد بن عميرة المخزومي    جلد : 1  صفحه : 96

وبينا العيون شاخصة ، وظلال العيش قالصة ، وأيدي المنون قابضة قابصة [١] ، وعين الرّدى حارسة ، وشجاجه [٢] باضعة وحارصة ، أقبل فارس على هيئة النذير العريان [٣] ، وظن الناس أنه يحدّث من عصيان الرعية عن العيان ، ودخل من ساعته على الوالي فسأله ما الخبر المزعج ، ولم هذا العدوّ المرهب المرهج [٤]؟ فقال قد جاءكم الرّوم ، وهذه طيور مراكبهم على الساحل تحوم ، وما جئت بالقلب المروع ، حتى عددت فوق الأربعين من القلوع.

وما فرغ من إعلامه ، ولا انقضى آخر كلامه ، حتى جاء آخر من جانب آخر [٥] ، وقال إنّ أسطول العدو قد تظاهر ، وأنّه عدّ سبعين شراعا ،


[١] استعارة مكنية شبّه فيها المؤلف المنون بالكائن الذي له يد كالإنسان وغيره.

[٢] الشجاج : مفردها شجّة وهي الجرح الذي يكون في الوجه والرّأس فلا يكون في غيرهما من الجسم. وهي عشر : خمس ليس فيها قصاص ، وخمس فيها قصاص. أما الخمس التي ليس فيها قصاص فهي الحارصة والباضعة والدامية والدامعة والسمحاق. وأما التي فيها قصاص فهي الموضحة والهاشمة والمنقلة والمأمومة والدامغة ، ولكل شجّة منها مقدار من الإبل يتراوح ما بين خمس من الإبل وثلث الدّية. الإمام مالك ، الموطأ ، ص ٦١٨. عبد القادر عودة ، التشريع الجنائي في الإسلام ، ج ٢ ، ص ٢٠٦.

[٣] النذير العريان : هو رجل من خثعم ، حمل عليه يوم ذي الخصلة عوف بن عامر بن أبي عوف بن مالك بن ذبيان بن ثعلبة بن عمرو بن يشكر فقطع يده ويد امرأته وكانت من بني عتوارة بن عامر ابن ليث بن بكر بن كنانة. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه قال : " إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل أنذر قومه جيشا فقال : أنا النذير العريان أنذركم جيشا". خصّ العريان لأنه أبين للعين وأغرب وأشنع عند المبصر ، وذلك أن ربيئة القوم وعينهم ، يكون على مكان عال ، فإذا رأى العدو وقد أقبل نزع ثوبه وألاح به لينذر قومه ويبقى عريانا. لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٤٨.

[٤] الرّهج : الغبار. وأرهج الغبار : أثاره. لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٨٤.

[٥] عند ما أبحر الأسطول الصليبي بقيادة خايمي الأول ملك أرغون من ساحل قطلونية في طريقه إلى ميورقة في العاشر من شوال سنة ٦٢٦ ه‌ / سبتمبر ١٢٢٩ م ، كان عدد سفنه ١٥٠ سفينة كبيرة من مختلف الأنواع ، وهو ما يؤكده ابن عميرة في نهاية هذه الفقرة. وبينما كانت سفن الأسطول تتجه إلى ثغر بلانسةPollensa في أقصى شمال شرق جزيرة ميورقة ، هبت ريح عاتية دفعتها قبالة الساحل الجنوبي الغربي للجزيرة حيث اتجه قسم منها إلى جزيرة صخرية تدعى ـ

نام کتاب : تاريخ ميورقة نویسنده : أبي المطرّف أحمد بن عميرة المخزومي    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست