وأصبح الوالي يوم الجمعة منتصف شوال ، والناس من خوفه في أهوال ، ومن أمر العدو في إمهال ، فدعا بصاحب شرطته المنزوع الحياء والرّحمة ، وأعطاه بطاقة بخمسين من أهل الوجاهة والنعمة ، وأمره بإحضارهم ، وعرّفه بأنه في انتظارهم. فانقض عليهم بذئابه العادية ، وكلابه العاوية [١] ، وحشرهم وهم سكارى [٢] من الذعر [٣] ، أسارى في يد القهر [٤] ، قد نزلت بهم النوائب ، وقامت عليهم النوادب ، فاليوم عصيب والرّيق عاصب [٥] ، وخصاب الحياة ناصل / ٢٢ / وهمّ فراقها ناصب ، وحضروا بدار الوالي وقومه قرمون [٦] للحومهم ، منتقمون من كرمهم بلومهم. حدّث بعضهم أنّه كان يرقب عين المنية متى تنظره [٧] ، ويروم قراءة آية من القرآن فلا تحضره.
[١] استعارة تصريحية فيها تشبيه من طرف المؤلّف لجنود الوالي وصاحب شرطته بالذئاب والكلاب.
[٢] إشارة إلى قوله تعالى في وصف الساعة : (" يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ"). سورة الحج الآية الثانية.