responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ميورقة نویسنده : أبي المطرّف أحمد بن عميرة المخزومي    جلد : 1  صفحه : 63

ابتداء أمر الجزيرة بالأخبار عن أميرها

وتوليه لتدبيرها إلى وقت تدميرها

هو محمد بن علي بن موسى وكان في الدّولة المهدية [١] أحد أعيانها الكفاة ، وأحمد من نهض بأعبائها من الولاة ، إلى أن حطّ عن رتبته ، وجووز إلى الأندلس في نكبته ، ثم استقل بعض الاستقلال ، وولي بلنسية [٢] وما إليها من الأعمال ، وبعد ذلك بيسير تبادل هو ووالي ميورقة [٣] محلي الولاية ،


[١] يقصد بها الدولة الموحدية.

[٢] من قواعد شرق الأندلس ، اشتهرت بأجنتها الخضراء وثمارها الطيبة وهوائها الجميل. وفي ذلك يقول ابن سعيد المغربي : " مطيب الأندلس ، ومطمح الأعين والأنفس ، قد خصّها الله بأحسن مكان ، وحفّها بالأنهار والجنان ، فلا ترى إلا مياها تتفرع ، ولا تسمع إلا أطيارا تسجع ، ولا تستنشق إلا أزهارا تنفح ، وما أجلت لحظا بها في شيء إلا قلت هذا أملح. وجوّها صقيل أبدا ، لا ترى فيه ما يكدّر خاطر ولا بصرا ، لأن الجنات والأنهار أحدقت بها ، فلم يثر بأرجائها تراب من سير الأرجل وهبوب الرياح فيكدّر جوّها ...". ومن أعمالها البديعة الرّصافة ومنية ابن أبي عامر وقرية المنصف وقرية بطرنة ومتيطة وأندة وغيرها. حاصرها الملك خايمي صاحب أراغون في شهر رمضان سنة ٦٣٥ ه‌ / ١٢٣٨ م وشدّد عليها الخناق ، فبعث أميرها أبو جميل زيّان سفيره ابن الأبار إلى الأمير الحفصي مستنجدا فألقى بين يديه قصيدته السينية الرائعة التي اشتهرت في التاريخ وقد جاء في مطلعها :

أدرك بخيلك خيل الله أندلسا

إن السبيل إلى منجاتها درسا

وهي طويلة تقع في سبعة وستين بيتا ، وقد كان لها أبلغ الأثر في نفس الأمير أبي زكرياء الحفصي الذي بادر بتجهيز أسطول محمل بالمؤونة والسلاح وأرسله إلى الثغر المحاصر ، ولكن المحاولة فشلت نظرا لإحكام السيطرة النصرانية على المدينة التي استسلمت في ١٧ صفر ٦٣٦ ه‌ ، بعد أن حكمها المسلمون أكثر من خمسة قرون. ابن سعيد ، المغرب في حلى المغرب ، ج ٢ ، ص ٢٩٧.

المقري ، نفح الطيب ، ج ١ ، ص ١٧٩. عنان ، عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس ، القسم ٢ ، ص ٤٤٤.

[٣] هو أبو عبد الله محمد ابن السيد أبي حفص عمر ابن الخليفة عبد المؤمن بن علي ، رابع الولاة الموحدين على ميورقة الذي نقله منها الخليفة الناصر إلى ولاية بلنسية للمرة الثانية سنة ٦٠٥ ه‌ أو ٦٠٦ ه‌ أو ٦٠٧ ه‌ حسب اختلاف الروايات المشار إليها في الهامش الموالي. وأقام واليا عليها ـ

نام کتاب : تاريخ ميورقة نویسنده : أبي المطرّف أحمد بن عميرة المخزومي    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست