يتعود صوغ الفقر [١] والغوص على الدّرر ، وقد يجتمع الأمران لواحد ، فيحصل من الكلام على فائد ، ومن العلم بما جرى على شيء زائد.
والذي بعث على إثبات هذا الخبر ، وندب إلى جمعه على الوجه المختصر ، أحد إخواننا ممّن كان متربا [٢] بتلك التربة ، ثم عاد تربا [٣] في أرض الغربة [٤] ، فإنه / ٣ / حثّ على عمله بجد ، وأشار إلى أنّه عنده كنزل معد ، فقلت قرًى حظ صاحبه منه قراءة ، ومسرّة بالإرضاء هي بالذكرى لتلك الأرزاء مساءة ، ثم انتدبت لرغبته انتداب المجيب ، وأتيت بالأخبار عن ذلك الأمر الغريب ، وأثبته في الزمن القريب ، وعلى الله التوكل وبه أستعين ، وفي كنف فضله ومورد جوده أرغب وأحدهما هو المنيع والآخر هو المعين [٥].
[١] أي صياغة الشعر والكلام ووضعه وترتيبه ، لأن الفقر مفردها فقرة وهو أجود بيت في القصيدة وسميت كذلك تشبيها لها بفقرة الظهر. لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٦٢.
[٢] المترب : الغني إما على السلب ، وإما على أن ماله مثل التراب. والتتريب : كثرة المال. وأترب الرجل : استغنى وكثر ماله فصار كالتراب. لسان العرب ، ج ١ ، ص ٢٢٨.