عمه فوقع هو والفرس في الخندق فمات هو والفرس ، وغلب عبد الله بن يحيى الأعور على اليمن سنة وأربعة أشهر. وبعث الجيوش حتى بلغت ، مقدمته وادي القرى [١] فبعث مروان بن محمد : عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي [٢] في قتاله ، وانتخب له رجال أهل الشام ، وقد كان القاسم حين بلغه أمر الحضرمي ولّى عباد بن كثير الشهابي صنعاء وأمره أن يكتب إلى الناس لغزو الحضارم ، فكان في ذلك حتى انهزم القاسم بن عمر ، ثم توجه عبد الملك بن محمد بن عطية فلقي مقدمة الحضرمي بوادي القرى فهزمهم ، وكان للحضرمي قائدان بمكة يقال لأحدهما بلج [٣] والآخر أبرهة [٤] فتقدم ابن عطية حتى قدم مكة فاقتتلوا بمكة فقتل بلج وأبرهة وأصحابهما وخرج الحضرمي من صنعاء في جيش كثير فلقي ابن عطية بكتبه [٥] فاقتتلوا فانهزم الحضرمي وأصحابه ، وقتل أكثرهم ، وخرج إلى جرش [٦] فلحقوا بين كتبه وجرش فقتل.
ثم دخل صنعاء فتجهّز منها وخرج إلى حضرموت فقاتلهم وذلك في سنة إحدى وثلاثين ومائة.
ووصل إليه كتاب مروان [٦ ـ ب] بن محمد وهو بحضرموت بإمارة الحج ان فرغ من حضرموت بقتال أو بصلح فأمكنهم يومئذ فيما أراد وأرغبه في إمارة الحج وخرج مسرعا في نفر من أصحابه وخلّف الجند خلفه ، وذلك في سنة إحدى وثلاثين ومائة. فلّما مرّ بالجوف [٧] ظنّ أهل
[١] واد بين المدينة والشام من أعمال المدينة (ياقوت ٥ : ٣٤٥).