وكان أحب أمواله / إليه بئر حاء ، فكانت مستقبلة المسجد ، وكان رسول الله ، 6 يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب ، قال أنس : فلما نزلت هذه الآية : (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)[١] قام أبو طلحة إلى رسول الله ، 6 فقال : يا رسول الله إن الله عزوجل يقول (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)[٢] وإن أحب أموالي إليّ بئر حاء ، وأنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله ، فقال رسول الله ، 6 : «بخ بخ ذلك مال رابح وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين». قال أبو طلحة : أفعل يا رسول الله ، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه ، فممن صارت إليه : أبي بن كعب ، وحسان بن ثابت [٣].
قوله 7 : «بخ» كلمة تقال عند المدح والرضا بالشيء ، فإذا أفردت وقفت عليها ، وإذا كررت فهو للمبالغة وتصل الأولى بالأخرى وتنون ، وأهل الحديث يرونها بسكون الخاء في الوصل والوقف ، ومنهم من يشدد الخاء منها [٤] ، وقد جمع الشاعر فقال :
[٣] أخرجه البخاري في كتاب الوصايا عن أنس برقم (٢٧٦٩) ٢ / ٢٥٨ ، ومسلم في كتاب الزكاة عن أنس برقم (٤٢) ٢ / ٦٩٣ ، وأحمد في المسند ٣ / ١٤١ عن أنس ، وابن شبة في تاريخ المدينة ١ / ١٥٧ عن أنس ، وابن النجار في الدرة الثمينة ٢ / ٣٤٠ عن أنس.
[٤] كذا ورد عند ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث ١ / ١٠١ ، وراجع اللسان لابن منظور مادة «بخخ».
[٥] جمع الشاعر بين تنوين خاء «بخ» وتشديدها في بيت واحد ، كذا ذكره ابن منظور في اللسان مادة «بخخ».