نام کتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل نویسنده : علي داود جابر جلد : 1 صفحه : 303
وفي سنة ٥١٥ قتل الأفضل في مصر وتولّى بعده المأمون بن البطائحي ، فقام في السنة التالية أي ٥١٦ ه بالقبض على مسعود نائب صور بعد أن كثرت الشكاوى بحقّه من أهل صور لمعاملته السيئة معهم والإضرار بهم [١] يقول ابن الأثير : «وبقيت بيد مسعود إلى ما بعد قتل الأفضل. فأرسل الفاطميون أسطولا ، وأمروا المقدم عليه أن يعمل الحيلة على مسعود ويقبض عليه ويتسلّم البلد منه ، لأن أهل صور أكثروا الشكوى منه إلى الآمر بأحكام الله ، وألقى القبض على مسعود ، وتسلّم الوالي الفاطمي صور ، ورضي طغتكين صاحب دمشق بذلك» [٢].
إذا تولّى الوالي الفاطمي وحشي بن طلائع على صور ، فطيّب قلوب الناس وراسل طغتكين يخبره أن ما أقدم عليه بسبب شكوى أهل صور من مسعود ، فأحسن طغتكين الجواب وتفهّم صدق موقفه.
ولمّا علم الصليبيون بانصراف مسعود ، شرعوا في الجمع والتأهّب للنزول عليها ، فعلم الوالي بذلك ، فأرسل إلى الآمر يخبره بالأمر ، فرأى الآمر أن يرد ولاية صور إلى طغتكين صاحب دمشق وهذا ما حصل في شهر جمادى الأولى من سنة ٥١٧ ه عندما أرسل طغتكين نائبا عنه ليتولّى أمرها هو القاضي الأعزّ محمد بن اللبان وعاد وحشي بن طلائع إلى مصر [٣] وأرسل معه جماعة غير كفوئين وأخذت الأمور تسير من سيء إلى أسوأ ، ففسد أمر المدينة بدل إصلاحه [٤].
وبعد معاهدة تمّ توقيعها في عكا بين الصليبيين أنفسهم تقاسموا فيها