نام کتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل نویسنده : علي داود جابر جلد : 1 صفحه : 302
٧ ـ سقوط صور [٥١٨ ه / ١١٢٤ م]
استمرّ عزّ الملك أنوشتكين واليا على صور من سنة ٤٩٠ ه إلى سنة ٥٠٦ ه ، ففي هذه السنة عيّن طغتكين حاكم دمشق واليا جديدا على صور هو مسعود السّلار بعد مراسلات وصلته من أهل صور ، وبادر بالكتابة إلى مصر يطلع الأفضل على ما اتّخذه ، ويطمئنه بأن صور لا تزال على تبعيتها للسيادة الفاطمية [١] ، واستحسن الأفضل ما أقدم عليه طغتكين ، وبعث إليه كتابا جاء فيه : «إن هذا أمر وقع منّا أجمل موقع وأحسن موضع» [٢]. واهتمّ بعد ذلك بتجهيز أسطول يحمل إلى صور الغلال والميرة وأعطى قيادته إلى والي طرابلس السابق شرف الدولة بن أبي الطيب الدمشقي ، ووصل إلى صور في آخر شهر صفر سنة ٥٠٧ ه. وفيه كلّ ما يحتاج إليه أهلها ، فرخصت الأسعار بها ، وحسنت أحوال الناس ، وأيقن بلدوين أنّ من الصعب منازلة صور بعد هذه التطوّرات ، فأرسل إلى واليها مسعود المقيم بها يلتمس منه عقد هدنة بينهما ، فاستجاب لرغبته ، وانعقدت الهدنة بين الطرفين ، وكان لذلك أثره الإيجابي على الحركة التجارية فاستقامت الأحوال ، وأمن الناس على أنفسهم ، وتردّد التجار والسّفار الواردين على المنطقة من جميع الأقطار [٣].
واستمرّ الهدوء قائما على جبهة صور لعدّة سنوات ، فدخلها أحد أولاد الملك «تكش» ابن السلطان «ألب أرسلان» ومنها انتقل إلى مصر حيث تلقاه الأفضل [٤].