responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل نویسنده : علي داود جابر    جلد : 1  صفحه : 304

صور وعسقلان فيما بينهم. سار عساكر الإفرنج برا وبحرا حتّى وصلوا إلى صور في شهر ربيع الأول سنة ٥١٨ ه‌ وحاصروها وقطعوا مياه الشرب عنها بسدّ السقاية التي تسقي المدينة من مياه رأس العين.

واستمرّ الحصار طوال فصل الربيع ، وامتدّ إلى أوائل الصيف ، وكان الإفرنج أثناء ذلك لا يتوقّفون عن قذف أسوار المدينة من مواقعهم عبر البرزخ الموصل إلى المدينة ، بالآلات الحربية. وفي المقابل كان أهل صور مجهّزين بآلات المنجنيق التي ترمي الإفرنج بالحجارة والنيران ، واستبسلوا في الدفاع والقتال رغم إمكاناتهم الضئيلة حتّى اشتدّ عليهم الحصار ، وبدأ مخزون المياه في خزانات المدينة بالنفاذ ، وظهر السأم والوهن على معظم أهل المدينة لطول الحصار وانقطاع الأمل بوصول الإمدادات من مصر أو دمشق وأشرف أهلها على الهلاك [١].

ويتحدّث ابن جبير عن الحالة التي وصل إليها أهل صور أثناء حصار مدينتهم ، فيقول عن لسان شيخ من أهل صور : «ذكر لنا أنّهم انتهوا منها لحال نعوذ بالله منها ، وأنّهم حملتهم الأنفة على أن همّوا بركوب خطة عصمهم الله منها ، وذلك أنّهم عزموا على أن يجمعوا أهاليهم وأبناءهم في المسجد الجامع ويحملوا السيف عليهم غيرة من تملّك النصارى لهم ثم يخرجوا إلى عدوّهم بعزمة نافذة ويصدمونهم صدمة صادقة حتّى يموتوا على دم واحد ، ويقضي الله قضاءه ، فمنعهم من ذلك فقهاؤهم والمتورّعون منهم» [٢].

وخشي طغتكين أن تسقط المدينة حربا بأيدي الصليبيين ، ويباد أهلها ، فجمع عسكره وخيم بالقرب من النهر المتاخم لصور ، وبعث رسلا يعرضون


[١] الكامل : ج ٦ ، ص ٥٩٣ ، ٥٩٤ ، ويروي قصة سقوط صور بشكل تفصيلي.

[٢] رحلة ابن جبير : ص ٢٧٩ ، الروض المعطار : ص ٣٦٩ ، انظر كثرة الفقهاء في هذه المدينة.

نام کتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل نویسنده : علي داود جابر    جلد : 1  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست