responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل نویسنده : علي داود جابر    جلد : 1  صفحه : 299

شيخ من أهل طرابلس [١] ، وضمن على نفسه إحراقها ، وأخذ معه ألف رجل بالسلاح التام ، ومع كلّ رجل منهم حزمة حطب ، فقاتلوا الفرنج إلى أن وصلوا إلى البرج الملتصق بالمدينة ، فألقى الحطب من جهاته ، وألقى فيه النار ، ثم خاف أن يشتغل الفرنج الذين في البرج بإطفاء النار ، ويتخلّصوا ، فرماهم بحرب كان قد أعدّها ، مملوءة من العذرة فلما سقطت عليهم اشتغلوا بها وبما نالهم من سوء الرائحة والتلوّث ، فتمكّنت النار منه ، فهلك كلّ من به ، إلّا القليل ، وأخذ منه المسلّحون ما قدروا عليه بالكلاليب ، ثم أخذ سلال العنب الكبار ، وترك فيها الحطب الذي قد سقاه بالنفط ، والزفت ، والكتّان ، والكبريت ، ورماهم بسبعين سلة ، وأحرق البرجين الآخرين [٢].

ثم إنّ أهل صور حفروا سراديب تحت الأرض ليسقط فيها الفرنج إذا زحفوا إليهم ، ولينخسف برج إن عملوه وسيّروه إليهم ، فاستأمن نفر من المسلمين إلى الفرنج ، وأعلموهم بما عملوه ، فحذروا منها.

وأرسل أهل البلد إلى أتابك طغتكين [٣] ، صاحب دمشق ، يستنجدونه ، ويطلبونه ليسلّموا البلد إليه ، فسار في عساكره إلى بانياس ، فامتنع من فيه


[١] يقول الصوري : «إن أعدادا كبيرة من أعيان وأثرياء قيصرية وعكّا وصيدا وجبيل وطرابلس وغيرها من المدن الساحلية التي وقعت في أيدينا فرّوا إلى صور يلتمسون الحماية وراء تحصيناتها ، كما ابتاعوا لهم فيها الدور الغالية» راجع : الحروب الصليبية : ج ٣ ، ص ٢٧. وهذا ما يفسر وجود الشيخ الطرابلسي في صور ، والشهيد أسعد بن أبي روح بصيدا ، بيد أن الصوري يتحدّث عن نفر من شباب صور تعاهدوا على حرق آلات الصليبيين ، راجع : الحروب الصليبية : ج ٣ ، ص ٣٥.

[٢] ويتحدّث المقريزي عن هذه المقاومة الشرسة للصليبيين. راجع : اتّعاظ الحنفا : ج ٣ ، ص ٤٨.

[٣] طغتكين بن بوري أمير دمشق ، وصف بالشجاعة والقوة والشهامة وهذا يبدو من قوله لأهل صور : «أنا ما فعلت إلّا الله تعالى ، وإن دهمكم عدو جئتكم بنفسي ورجالي» أمراء دمشق : ص ٤٥.

نام کتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل نویسنده : علي داود جابر    جلد : 1  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست