منه ، حتى تضيق عليهم الأرض الرحبة [١] ، وحتى تملأ الأرض جورا وظلما ، ثم إن الله تعالى يبعث رجلا يملأ الله به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض [٢] ، لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته ، ولا السماء من قطرها شيئا إلا صبه الله عليهم مدرارا ، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان [٣] أو تسعا ، يتمنى الأحياء الأموات بما صنع الله بأهل الأرض من الخير [٤] ، ورواه أبو القاسم البغوي بنحوه وفيه : وينزل بيت المقدس [٥].
وروي عن علي قال : المهدي يولد بالمدينة من أهل بيت النبي ، 6 ، واسمه اسم نبي ، ويهاجر بيت [٦] المقدس [٧].
وعن محمد بن الحنفية [٨] قال : تخرج راية سوداء لبني العباس ، وتخرج [٩] من خراسان أخرى سوداء وثيابهم بيض على مقدمتهم رجل يقال له : شعيب بن صالح ، مولى بني تميم ، يهزمون أصحاب السفياني [١٠] حتى ينزل بيت المقدس ، يوطىء للمهدي سلطانه ، ويفد إليه ثلاثمائة من الشام ، يكون بين خروجه وبين أن يسلم إليه الأمر ثلاثة وسبعون شهرا [١١].
وعن شريح بن عبيد عن راشد بن سعد [١٢] وحمزة [١٣] بن حبيب [١٤]
[١] الرحبة أ مثير الغرام : بما رحبت ب ج ه : ـ د / / الله أ ج ه : ـ ب د.
[١٠] السفياني : الأمير أبو الحسن علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، ثائر من بقايا بني أمية في الشام ، انتهز فرصة الخلاف بين الأمين والمأمون في العراق ، فطرد عامل الأمين ، ومات سنة ١٩٨ ه / ٨١٣ م ، ينظر : ابن الأثير ، الكامل ٦ / ٨٢ ؛ ابن كثير ، البداية ١٠ / ٢٢٧ ؛ الزركلي ٤ / ٣٠٣.
[١٢] راشد بن سعد الحمصي ، شهد صفين ، وروى عن سعد وثوبان ، وعوف بن مالك وثقه ابن معين وأبو حاتم ، وابن سعد ، توفي سنة ١٠٨ ه / ٧٢٦ م ، ينظر : الذهبي ، ميزان ٢ / ٣٥.