المتكرّرة اليوميّة
مثل الطهارة والصلاة مع الفهم لها ومداومتهم عليها وكثرة العارفين بها، حتى أنّ
الرجل منهم يمضي عليه الخمسون سنة وأكثر ولا يحسن الوضوء فضلاً عن الصلاة، فكيف
بالحجّ الذي هو عبادة غريبة غير مألوفة، لاعهد للمكلف بها مع كثرة مسائلها وتشعب
أحكامها وكونها أطولها ذيلاً، وخصوصاً مع انضمام الطهارة والصلاة إليها; لشرطيّة
الأولى وجزئيّة الثانية، فإن الخطب بذلك يعظم ، قال زرارة: «قلت لأبي عبد
اللّه7: جعلني اللّه فداك، أسألك في الحجّ منذ أربعين عاماً فتفتيني،
فقال : يازرارة ، بيت حُجّ إليه قبل آدم بألفي عام تريد أن تفني مسائله في أربعين
عاماً»([1])،
إلاّ أنه يلوح من الخبر المزبور عدم اعتبار استقصاء مسائله، بل هو غير مقدور، ولكن
لابد من معرفة فروض المناسك .