responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هداية الناسكين نویسنده : الصانعي، الشيخ يوسف    جلد : 1  صفحه : 43

بالاستدانة([1]) أو تقليل النفقة كما دلت عليه المعتبرة المستفيضة وليس ذلك إلاّ لعظم هذه العبادة، ويكفي لفاعلها إنّه يكون كيوم ولدته اُمّه في عدم الذنب([2]).

نعم ينبغي المحافظة على صحّة هذه العبادة المعظّمة أوّلاً بتصحيح النيّة. لأنّ الحجّ موضوع على الإعلان، ومعدود في هذه الأعصار من اسباب الرفعة والافتخار والأُبّهة والاعتبار، بل هو ممّا يتوصّل به إلى التجارة والانتشار ومشاهدة البلدان والأمصار، والاطلاع على أحوال الأماكن والديار، فيخشى عليه من تطرّق هذه الدواعي الفاسدة المبطلة للعمل في بعض الأحوال، ولا خلاص من ذلك إلاّ بالاخلاص، ولا إخلاص إلاّ بالخلوص من شوائب العجب والرياء، والتجرّد عن حبّ المدح والثناء، وتطهير العبادات الدينيّة عن التلويث بالمقاصد الدنيويّة، ولا يكون ذلك إلاّ بإخراج حبّ الدنيا من القلب، وقصر حبّه على حبّ اللّه تعالى، ويكون ذلك هو الداعي إلى العمل، وهو ملاك الأمر ومدار الفضل ، والطريق العلمي إليه واضح مكشوف، ولكن عند العمل تسكب العبرات وتكثر العثرات، ولاستدامة الفكر في أحوال الدنيا ومآلها ومزاولة علم الأخلاق الذي هو طبّ النفس وعلاجها نفع بيّن في ذلك وتأثير ظاهر.

كما أنّه ينبغي التفقّه في الحجّ، فإنه كثير الأجزاء جمّ المطالب وافر المقاصد، وهو مع ذلك غير مأنوس وغير متكرّر، وأكثر الناس يأتونه على ضجر وملالة سفر، وضيق وقت وإشتغال قلب، مع أنّ الناس لايحسنون العبادات


[1] التهذيب 5: 441/1532، الاستبصار 2: 329/1168، الوسائل 11: 140، أبواب وجوبه وشرائطه، الباب 50، ح1 و3 و9.

[2] الكافي 4: 253/6، التهذيب 5: 21/59، الوسائل 11: 93، أبواب وجوبه وشرائطه، الباب 38، ح2.

نام کتاب : هداية الناسكين نویسنده : الصانعي، الشيخ يوسف    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست