responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 79

إيذاء المؤمن والمسلم، وهو حرام. يقول ربنا سبحانه وتعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا).[1]

إن بعض الكلمات يكون إيذاؤها أعظم من لطمة عين وصفعة خد. ولذلك يقول سيدنا أمير المؤمنين 7: "إِيَّاكَ وَمُسْتَهْجَنُ الكَلَامِ، فَإِنَّهُ يُوغِرُ القَلْبَ"[2]. يعني يشعلها من الغيظ ويملأها حقدا وكراهية.

4/ ومن نتائج التعود على البذاءة؛ اللامبالاة حتى لو وصلت البذاءة إلى الرب ودينه! ربما يرى الإنسان في بعض الأماكن والأشخاص أنه إذا تعود على فاحش من القول في الناس، فلا يتوقف عند هذا. بل يصل الأمر إلى سب الله عز وجل. وسب الدين، بكلمات يقشعر لها بدن الإنسان.

هذه لم تأت ليومها، وإنما بدأ صاحبها بالبذاءة والسباب لشخص، فاستمرأ بذيء اللسان هذا الشيء، ثم تمادى وأصبحت طبيعة عنده، حيث لم يقف أحد أمامه، ولم يُفهمه أحد أن هذا شيء يهز شخصيتك ويحطم ذاتيتك. حتى بالتدريج وصل إلى سب الدين، وبعد ذلك إلى سب ربه الذي أنعم عليه بوجوده.

أما لو كان في أول استعمال له لهذا اللسان في غير ما أُعد له، ولو تم الاعتراض عليه في أول جفاء وفحش في القول، ولم يقبل تبريره لفعله ذاك، لكان لا يتمادى! نتذكر هنا ما فعله الامام الصادق مع ذلك الذي شتم غلامه وعبده حينما تأخر عليه بقوله: يا ابن الفاعلة.. فغضب منه الامام وبين له خطأه وهجره على أثر ذلك. وكذلك فعل الامام 7 مع سماعة بن مهران وهو أحد أصحابه، ولنترك صاحب القصة ينقلها لنا كما وردت في الكافي عن سماعة، قال دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ 7 فَقَالَ لِي



[1] الأحزاب: 58

[2] ميزان الحكمة 3/ 2735

نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست