responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 77

وبأسرة، وجيران، وأصدقاء دراسة وعمل) وهذا مقتضى طبيعته الاجتماعية، فإذا كان سيء اللسان، بذيء الكلام، فكيف يستطيع أن يصنع لنفسه علاقات اجتماعية مريحة؟.

وتبدأ القضية من البيت فمن كان بذيء اللسان لا يستطيع أن يسعد هو في حياته الزوجية فضلا عن أن يسعد غيره. الغريب أن قسما من الناس يقولون: طبيعتي هكذا، أنا عصبي، لا أسيطر على كلماتي!! نقول: طبيعتك هذه فاسدة، أصلح نفسك! فليس هذا محل فخر حتى يتبجح به المرء.. إنما يُفتخر بالطبائع الحسنة.

والجدير ذكره أن الصفة السيئة تبقى لاصقة بصاحبها وإن مر على موته مئات السنين، فنحن نقرأ ترجمات وسِيَر العلماء أو الأدباء والشعراء، وقد يكون لدى كل منهم عشرات الصفات الحسنة، لكن حين يكون بذيء اللسان تسجل هذه الصفة، وتبرز بين باقي الصفات، فيكتب عنه مثلا: وكان شاعرا بذيء اللسان! أو كان فاحش القول! فكأنما ماتت صفاته الأخرى وبقيت هذه عنوانا له ولافتة تدل عليه!

وبينما يحتاج الشخص لاكتشاف شخص آخر في أمانته أو عدالته أو ورعه وحسن خلقه إلى مخالطة ومعاشرة لمدة من الزمان حتى يتبين له ما هو عليه من الصفات، فإن بذاءة اللسان لا تحتاج منك لاكتشافه إلى أكثر من موقف غضب أو معاشرة ساعة!

إن صاحب اللسان البذيء لا يستطيع أن يجتذب الناس إليه بل هم يجتنبونه ويتنكبون الطريق الذي يسلكه، وكم ذهب من حقه بباطل لسانه! وأي عيشة تلك التي يجتنب الناس فيها هذا الشخص، ولا يتخالطون معه إلا بمقدار ما تضطرهم


نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست