responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 336

فإن من محققات التقوى؛ العبادات ولذلك شرعت كالصلاة والصيام، والحج، وغيرها.. بل هذا التزود يشمل كل حركات الإنسان المباحة بل لذاته إذا قصد بها وجه الله، فأكله الطعام يمكن أن يتحول إلى عبادة عندما ينوي به التقوي بالطعام على عبادة الله وطاعته، وذهابه للعمل وكسبه يمكن أن يجعله طاعة وتزودا للمعاد إذا كان بهذا القصد.. وهكذا.

"أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ". إن الله سبحانه لم يخلق شيئا وبخل به على الخلق، ولذلك لا مانع أن يرفه الإنسان عن نفسه بالذهاب مع الإخوان لمشاهدة الطبيعة وما خلق الله فيها من مناحي الجمال والمتعة، سواء في بلده أو خارج بلده، برا وبحرا، كل ذلك بشرط ألّا يخلط ذلك بتجاوز ما حرمه الله، لذلك شرطت اللذة بأن تكون في غير محرم!

والغريب في بعض الناس أن الله جعل لهم ما في الأرض (حلالًا طيبًا)[1]، و(من حيث شئتما) لكنهم يأبون إلا (خطوات الشيطان) مع أنه (إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)[2]. فيترك الزواج بأقسامه ليذهب للزنا والمتع الجنسية المحرمة، ويترك الطعام والشراب بأقسامه ويذهب ليأكل (ما لم يذكر اسم الله عليه) ويشرب ما هو (رجس من عمل الشيطان).

هذه هي الخريطة الأساس التي ينبغي أن تكون للمسلم؛ مرمة لمعاش، تزود لمعاد، لذة في غير محرم.



[1] البقرة: 168 (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)

[2] البقرة:169

نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست